رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«غريب الدار.. مين»؟!

إحساس غير مريح ومزعج بدأ ينتابه منذ فترة، هو يعرف أنه مصرى، ولد على هذه الأرض، أبوه مصرى وأمه مصرية، وعاش حياته حتى اليوم فى مصر، لكنه الآن لا يعرف من أين جاءه هذا الشعور بالغربة، وهو مازال فى وطنه!

يجلس مع الناس - يسمعهم لكنه أصبح لا يفهمهم. وإذا تحدث إليهم لا يفهمونه، ينظر إلى الوجوه فلا يشعر أن من بينهم قريب أو حبيب، فجأة تحول كل الناس فى عينه إلى غرباء. يتحدثون لغة غريبة لا يعرف أبجديتها، كأنه عربى فى الصين!
حتى الأماكن التى عرفها وعشقها طوال حياته، أصبحت غريبة عليه، لا يوجد الآن شاى بالنعناع والسعادة فى قهوة الفيشاوي، شارع الغورية من عند باب زويلة أخرج أحشاءه، وأصبح المشى فيه مخاطرة فى حقل ألغام! إسكندرية الجميلة ضاعت بطاقتها الشخصية وأصبحت يتيمة!
جرائد الصباح أصبحت تزيد إحساسه بالغربة، كل يوم أخبار مزعجة وآراء مغرضة، وعلى شاشات الفضائيات كل مساء،

وجوه تتحدث عن مصر، وعن مصير مصر، وكأنهم حصلوا على توكيل منه ومن ملايين غيره بالتحدث نيابة عنهم، وهو لا حول له ولا قوة - كأنه غير محسوب ضمن تعداد الثمانين مليون مصري!
الصور القديمة التى كرهها، تعيد نفسها من جديد، بعد أن راحت ثورة الغضب. وعادت إلى السطح نفس الأمراض المستعصية التى مزقت قلبه ووطنه، معظم عمره!
نفس الكذب، ونفس النفاق، نفس المحتالين والمخادعين، الكلام تغير لكن الأفعال هى هي، أغلبهم مازالوا يقولون ما لا يفعلون، مازالوا يتعاركون فى حلقة. تبدأ وتنتهى عند مصالحهم الشخصية!
ترى.. من هذا الغريب؟
واحد مصرى؟
أنا؟
إنت؟
أو.. أغلبنا؟!

---------

بقلم - محمود صلاح