رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ويظل يراودنى الأمل

وأعود بالذاكرة سنوات عدة، أقلب فى الذكريات والأوراق، أسترجع الصور الجميلة، فلا أجد أجمل مما كان يجمعنا على الحب دون رياء، ليلة العيد وأنا أسرع الخطى نحو كنيستى وحضور القداس، لم ألمح يومًا على أبوابها شرطيًا يقف حارسًا، كنت ألمحه فى إشارات المرور وعلى أبواب أقسام الشرطة، هكذا كنت أعتقد،

لم ألمح سيارة الإطفاء فى وضع الاستعداد، ربما تشتعل النيران، أما فى صباح العيد وكان عطلة بالنسبة لى، متعتى أن أزهو بفستان العيد الجديد، لتراه مدرستي وزميلاتي، يتدلى من صدرى صليب ذهبي صغير، علقته يد أمى، أقضى اليوم معهن نتقاذف البمب والبالونات.
أعود إلى البيت فإذا به مشرعا منذ الصباح كعادتنا فى مثل هذا اليوم فالجيران والمعارف يهنئون والسعادة تعلو الوجوه والأفئدة.
الحب كان بكرًا نقيًا لم تطاله يد العبث المخضبة بالكره والدماء، وهو ما أطلقنا عليه فيما بعد (فتن طائفية) .
مضت السنوات مسرعة كحلم شتاء، تبدلت الصور، الأبواب الخشبية المرتفعة، أغلقت ليستقر أمامها الجنود كل بسلاحه، يقيمون ليل نهار أما الكنائس والأديرة، وكلما ذهبت للصلاة ألقى التحية، وأحيانا أتحاور مع بعض الضباط الذين ألقي عليهم عبء حراستنا، أجد أنه من واجبي تقديم الشكر والتقدير لمجهوداتهم من أجل سلامة الوطن، من أجل إخوانهم المصريين، لكنى لا أخفى سرا، هذا المشهد يقصمني إلى نصفين، لا ننكر أنه أصبح مألوفا للكافة، وغير ذلك استثناء، لن أخوض فى التفاصيل المؤلمة.
وقامت الثورة وصبت مريم الماء لمحمد كى يتوضأ ورددا الترانيم سويا، الثورة التي أعادت الوئام والانتماء، سرعان ما ضاع مع الهتافات، وبكى الميدان تفرقنا.

فى معرض القاهرة الدولي للكتاب، تجولت أياما أطالع الجديد ربما يخيب ظنى، فتقع عيني حتى على كتيب، يعيدنا إلى سابق عهدنا،

أبحث عن مطبوعات تتجه نحو ترسيخ قيم المواطنة، نقَّبت فى كتب الأطفال ربما يكون هناك جديد يغرس المبادئ الروحية المشتركة بين الأديان يتعلم الطفل منذ نعومة أظفاره أهمية التعايش والتسامح، وأن زميله ليس كافرًا، أما الجنة فليست حكرًا على أحد، الجنة تتسع للجميع الذين يسيرون بمخافة الله .
كانت فرصة جيدة لو توافرت لاختصرنا زمنًا إلى أن يحين موعد تنقية مناهج التعليم مما يعكر صفو العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، ولا يهمل الحقبة القبطية كتاريخ لا يجب إغفاله, وهناك مشروع بيت العائلية الذي دعا إليه فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا شنودة ولم نعرف حتى الآن مصيره.
وجدتني أتجول بمفردي فكرت أن أتحاور مع أصحاب دور النشر، لكنى تراجعت ربما اتهم بالجنون، فالصورة تبدلت كثيرًا ولم تعد هناك خطوة للأمام تعيد للعلاقة الأزلية رونقها.
ونظرة على برلمان لم يمثل فيه الأقباط تمثيلا حقيقيا، نعرف إلى أين نتجه، كما طفت على السطح مفردات لم نكن لنسمعها من قبل، مفردات كنصل سكين فى قلب مصرنا .
ويستمر خوفي على الوطن، لكن يبقى الأمل فى تطبيق القانون، في الدستور الجديد.

---------

بقلم- مريم توفيق: