رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السلفيون.. ما لهم.. وما عليهم!

نحن لا نعرف السلفيين.. هذه حقيقة.. ولابد أن نعرف أننا لم نسمع بهذا الاسم إلا بعد ثورة 25 يناير تلك الثورة المباركة التي غيرت كثيرا من الاشياء.. وفي الادبيات الغربية نري تعبيراً آخر هو صعود التيار الإسلامي ويقصدون بذلك حزب الحرية والعدالة الذي يعرف بأنه الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ثم التيار السلفي أو جماعة السلفيين!

وكلنا نذكر هذه الواقعة وهي تؤكد أن الجماعتين الإخوان والسلفيين علي خلاف مع بعضهما البعض فعندما انتفض أحدهم وهو أحد النواب السلفيين يؤذن في المجلس لأن وقت الصلاة قد أزف فرد عليه رئيس المجلس بأن هذا المكان للنقاش وليس للصلاة وأخذ يقول له مستهجنا فعلته أنت لست أكثر اسلاماً منا يقصد أن السلفيين ليسوا أكثر اسلاماً من جماعة الإخوان التي يمثلها رئيس المجلس.
منذ هذه اللحظة وقد زادت الاسئلة حول السلفيين وماذا يريدون وما هو مستقبل مصر معهم وقد احتلوا مراتب سياسية كبيرة سواء في مجلس الشعب أو مجلس الشوري.
أيا كان أمر هذه الاسئلة فلقد جاء كتاب «السلفيون من الظل إلي قلب المشهد» لمؤلفه الباحث الجاد ممدوح الشيخ في الوقت المناسب لأنه انطلق من هذه الاسئلة وبحث فيما يريد الناس كل الناس أن يبحثوا!
ولا شك أن الكتاب يتضمن في الـ200 صفحة من القطع الكبير اجابات تثير اسئلة اخري وقد أحسن المؤلف ممدوح الشيخ عندما كتب في نهاية مقدمته أن الكتاب يتوجه بالاساس إلي القارئ لا إلي أنصار دعوة السلفية ولا إلي خصومها فإذا خرج هذا القارئ منه وهو أكثر معرفة بالسلفية المسار والرؤي والمستقبل فإن رسالة الكتاب تكون قد وصلت أيا كان الموقع الذي سيتخذه بعد القراءة قربا من السلفية أو بعداعنها.
وليطمئن الأستاذ ممدوح الشيخ فلقد قرأنا الكتاب وازددنا معرفة بالسلفيين الذين خرجوا من الشريعة وأصبحوا اليوم علي كل لسان.
والحق أن المشرف العام علاء عبدالهادي عندما تبني صدور هذا الكتاب في هذا التوقيت بالذات عكس- ضمن ماعكس- وعيا سياسياً غير مسبوق لأنه يعرف أن مصر حبلي بأفكار اسلامية عديدة ولكن كنا نعرف إلي حٍدًّما فكر الاخوان فبالقطع لا نعرف شيئاً عن السلفيين أما المؤلف ممدوح الشيخ فلقد احتشد ووظف كل إمكانياته وهي كثيرة اللغوية والاكاديمية والمعرفية ليضع لنا هذا الكتاب الذي كما قلت يجيب عن اسئلة كانت تلج في النفوس فبعد المقدمة وضع بابين الأول بعنوان السلفية.. المسار والثاني بعنوان «من الظل إلي قلب المشهد» وتناول فيهما الحديث عن قرنين من المخاض والنشأة والصراع علي المصطلح والسلفية من النص إلي العالم والآخر في الإسلام أما اسئلة الظل فلقد خص ممدوح الشيخ نصف كتابه للحديث عنها بالإضافة إلي الهوية والخاتمة وأنهي كتابه بالملاحق التي تعكس أن الرجل لا يسوق أفكاره علي عواهنها وانما يستوثق منها ويضع الوثائق التي رجع اليها.
الكتاب في حاجة إلي كتب أخري ونرجو من الأستاذ ممدوح الا يبخل علينا بتعقيبات وتوضيحات كثيرة نعلم يقينا أنه لو قام بتجميعها استطاع ان يضع لنا كتاباً نحن في حاجة اليه اكثر من حاجة المعدة للطعام فلغة العقل الهادئة أبقي لنا وأنفع.
------------

بقلم- د.سعيد اللاوندي