رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دم الشهداء.. للوطن.. أم للتجارة!؟

وعد الله - والله لا يخلف الميعاد - الشهداء بأنهم ليسوا أمواتاً.. بل هم أحياء في معيته، ويرزقون من فضله.
ولأن التضحية بالروح.. وتقديم زهرة الشباب فداء للوطن.. والشهادة هي اسمي مراتب الأخلاق.. فقد رخصت في أعين الشهداء.. زهرة شبابهم.. والدنيا بمتاعها.. وزينة المال والبنين.. وقدموا مصلحة الوطن على كل ما سواها.

ومصلحة الوطن تكمن في البناء والعمل والاتحاد.. وليس في الهدم وتعطل حركة الحياة والخلاف والمشاحنات حول دم الشهداء.. مصلحة الوطن تعني جعل دم الشهداء دافعاً للوحدة ولاستمرار ثورة العمل والبناء وليس سبباً لتفتيت الصف بين أبناء الوطن الواحد.
في البداية لابد من الإقرار بحق الشهداء والمصابين في حياة كريمة وتكريم يليق بتضحيتهم.. وهو أمر لا تهاون فيه.. ولكنه لا يحتاج غير قرار إداري. قد يكون تعطل بسبب حالة عدم الاستقرار العام في مؤسسات الدولة.. وهو ما يستوجب الصبر ومزيد من التفاني في البناء.. وليس تحويل الدولة من وطن للحب إلى كيان للعداء.. وهنا يطرح سؤال نفسه: هل أوقفت آلاف الأسر الفلسطينية التي استشهد أبناؤها برصاص الاحتلال الاسرائيلي حياتهم على مطالبة حكوماتهم بالتعويض؟ أم أن قيمة الشهادة تتفوق على كل ما سواها؟
فمن خرج من بيته بنية صادقة ليصنع ثورة يهدم بها الظلم ليرسي قيمة العدل.. لينتشل وطناً من ظلام الفساد إلى نور المساواة والصدق والتجرد والرجولة.. فقد قدم إقراراً للذمة أمام الله والوطن.. إقراراً لا يقبل الطعن من أحد.. لا من أسرة الشهيد.. ولا من الثائرين أو النشطاء.. ولا من الميدان أو الفضائيات.. ولا من مجلس الشعب أو المجلس العسكري.. ولا من الصحفيين أو المذيعين المشكوك في نواياهم.. إقراراً لا يقبل التجارة أو المزايدة.. بأن الشهادة في سبيل الوطن هي أعلى درجات النُبل.. وأبعد غايات العقيدة.. لا يعادلها مال ولا تعلوها زينة.. وأن الشهادة كان مقصدها الأعلى وغايتها الكبرى.. أن ينهض وطن وأن يتمتع شعب بالعدل.
وهل دخل في حسابات الشهداء وهم ذاهبون الى

ميدان الثورة في 25 يناير 2011 ليسطروا في سجل الشهادة أسمى آيات الشموخ والترفع عن الصغائر.. أنهم سيشغلون مصر كلها عن الانتباه لإعادة بناء بلدهم وإعلاء كرامتهم.. الى الانشغال برحلة البحث عن التعويضات؟.
هل دخل في حساباتهم قبل الشهادة.. أن هذه التضحية التي لا يعوضها مال أو متاع.. سوف تختذل في مهاترات.. ومتاجرات بدمائهم؟
هل دخل في حساباتهم قبل الشهادة.. أن المناقشات بشأنهم.. ستطغى الى المناقشات بشأن مصر.. التي استشهدوا من أجلها.. وبشأن أبناء مصر الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل عزتهم؟
يجب تغليب قيمة الشهادة بمعناها الرحب العظيم المتجرد لله وللوطن.. على المصالح الضيقة.. يجب ألا نحرق بسببهم الوطن الذي استشهدوا من أجله.
لسان حال الشهيد ينادي كل مصري مخلص بأن يتوقف عن المتاجرة بدمائه.. وأن يتوجه لهدفه الأسمى الذي استشهد من أجله وهو العمل.. بدلاً من الكلام.. زرع الصحراء بدلاً من الكلام.. الالتزام بقواعد المرور وآداب الطريق بدلاً من الكلام.. الالتزام بقواعد المرور وآداب الطريق بدلاً من الكلام.. الالتزام بأخلاق الثورة ونبل مقاصدها نحو تقوية اللحمة بين ابناء الوطن والتراحم والتسامح فيما بيننا أهم ألف مرة من الكلام.. لقد استشهدوا للقضاء على تلك الآفات.. الاتحاد قوة والفرقة ضعيف أكبر جميل نقدمه للشهداء هو العمل والاتحاد.. وليس الكلام والتفرق.
-----------

بقلم -هشام الشحات