رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثائر المنسي

قرأت في جريدة «الدستور» حوارًا قصيرًا مع الشاب محمود المعروف بالثائر الملثم.. ومحمود هو ذلك الشاب الذي نشرت قناة العربية صورته وهو يقف ويلف وجهه بـ«شال» برتقالي ومن خلفه تتصاعد النيران في يوم 28 يناير الماضي المعروف بجمعة الغضب.

محمود والعهدة علي الدستور وكما جاء علي لسانه شاب بسيط يعيش في مثلث ماسبيرو ويعمل في محل لبيع الأدوات الكهربائية وخرج ثائرًا يوم 25 يناير ليلتقط له مصور وكالة «رويترز» الصورة الشهيرة التي حصلت علي أفضل صورة في عام 2011 واستخدمتها معظم وسائل الإعلام بعد ذلك كرمز للثورة الشبابية في مصر.
أنا وغيري كنا نبحث عن ذلك الشاب صاحب الملامح المصرية الجديدة وسط تلك الوجوه التي التقطتها الفضائيات وأعضاء الائتلافات المختلفة التي خرجت من الميدان.
محمود وكما قال في الحوار الصحفي اختفي لمدة 10 شهور عن الانظار، وأرجع ذلك إلي سببين في البداية كان خوفًا من ملاحقة أجهزة أمن الدولة، وبعد ذلك زهدًا، وعدم رغبة في الشهرة علي حساب الثورة.
خوف محمود في البداية من أجهزة الأمن له ما يبرره فهو يقول عن نفسه إنه لم يكن يعرف شيئًا عن السياسة وأنه لم يقرأ جريدة في حياته، ومن الطبيعي أن تظل أجهزة الأمن تمثل هذا الهاجس، فمحمود صاحب أشهر صورة عبرت عن الثورة المصرية وشبابها ثائر بالصدفة مثله مثل الملايين التي خرجت تهتف ضد الفساد والاستبداد وضياع الحقوق، ولم يشغلها لاجني ثمار ولا أضواء.. ثارت ثم عادت إلي منازلها تتابع ثورتها في صمت، وتراقب عشرات الأفاكين، والانتهازيين، والمتلونين

يركبون الثورة، ويحققون من ورائها الكثير من المغانم.
محمود وغيره من عامة الشعب، والشباب الثائر الحقيقي وفي القلب منهم الشهداء والمصابون هم القيادات الحقيقية لهذه الثورة، وليس نجوم الفضائيات ونواب البرلمان.
ليس جديدًا أن نقول إن عظمة الثورة المصرية أنها بلا قائد، ولكنها تحتاج الآن إلي توثيق حقيقي لأبطالها الذين ضحوا بدمائهم، ومصابيها الذين لا يجدون حتي ثمن العلاج، وأخيرًا البحث عن محمود الثائر النبيل، وكل من شارك في هذه الثورة، ولم يجد وسيلة إعلامية تقدمه إلي الناس، وتؤرخ لمشاركته.
الثورة لا يجب أن تترك مشاعًا لكل من هب ودب يمتطيها ثم يطعنها ويعود ليمتطيها حسب الأهواء والظروف، لقد قال ثائرنا المختفي طواعية منذ 25 يناير الماضي إنه فضل الظهور بعد أن وجد من يدعي أنه صاحب الصورة فكسر عزلته، وقدم الفيديو الذي يظهر مشاركته في الثورة ويثبت أنه صاحب الصورة، كم من محمود ضاع في هذه الثورة يجلس الآن في منزله مكتئبًا لا يجد من يسأل عنه، ويكرمه فطوبي للمكتئبين!!

------

بقلم -ياسر شوري