رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نكتة سياسية.. ثم نكتة حقيقية

مائدة الشاي الدائم التي كان يرأسها فكري أباظة باشا في النادي الأهلي كان يرتادها يوميا الدكتور نور الدين طراف وزير صحة أسبق وعمر عمر نقيب المحامين الدائم ومحمد غانم منشئ ورئيس شركة النصر الكبري ويوسف بك وقاسم بك الشريعي.. هؤلاء هم الزبائن الدائمون يوميا غير بعض الأعضاء العابرين أحيانا.. تبدأ المائدة في الساعة الخامسة شتاء والسابعة صيفا.

ذات يوم القي قاسم بك الشريعي نكتة ضد ثورة يوليو.. فقال:
اعتقلوا شخصا بتهمة كراهيته للثورة.. فصرخ وقال لهم انه يحب الثورة ويموت في الثورة ويعشق الثورة حتي انه كل يوم يصلي الفجر ويقول والنبي يارب عاوزين كمان ثورة!
انتشرت النكتة في أرجاء الأهلي.. وفي اليوم التالي اختفي قاسم بك.. اتصلوا بالبيت فاتضح أن زائر الفجر أخذه قبل ان تشرق الشمس.. وبسرعة قام الجميع وتوجهوا إلي منزل عبدالناصر وتم الافراج عنه.
لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟!
- لأن من طبيعة الأمور أن الثورة- اية ثورة في جميع أنحاء العالم.. من يوم أن عرفت الشعوب (حكاية ثورة)، من طبيعة الأمور أن الثورة تقوم لتصحيح أوضاع خاطئة.. الثورة تقوم لتغيير كل شيء.. لذا الثورة لابد أن تمحو ما سبقها من أخطاء والا لماذا قامت الثورة أساسا.
ولكن ان يصدر قرار باعتبار 23 يوليو عيدًا قوميا.. وان ثورة 25 يناير عيد قومي أيضا!! هذا معناه ان ثورة يناير استمرار لثورة يوليو التي أوصلتنا لي ما نحن فيه الآن.. لماذا ثرنا إذن؟!
هذا معناه باختصار أن ثورة يناير لن تغير السياسة

التي حولت الجنيه المصري الذي كان أقوي عملة في العالم كله، بل أغلي من الجنيه الذهب نفسه حولته إلي أرخص جنيه في العالم.. الجنيه الذهب أصبح سعره ألفي جنيه وكسور!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.. الثورة لن تغير السياسة التي حولت مصر من (سلة قمح العالم) إلي أكبر مستورد للقمح في العالم.. الثورة لن تغير السياسة التي حولت مصر من أكبر مصدر للقطن إلي دولة أغلقت ألفي مصنع غزل ونسيج لعدم وجود قطن محلي.. الثورة لن تغير حكاية العمال والفلاحين التي يضحك عليها العالم وجعلت مجلس الشعب أكثر من خمسمائة عضو أكثر عددا من أي مجلس نيابي تعداد سكانه مليارات!!.. الثورة لن تغير السياسة التي أتاحت للحكام أن يسرقوا وينهبوا.. ويرفضوا كل مشروع ينهض بالبلد مادام ليس له عمولة تدخل جيوبهم!!
علي العموم.. مبروك علي مصر.. ثورتان في وقت واحد عكس كل دول العالم!!.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

---------------

بقلم - عبدالرحمن فهمي