نكتة سياسية.. ثم نكتة حقيقية
مائدة الشاي الدائم التي كان يرأسها فكري أباظة باشا في النادي الأهلي كان يرتادها يوميا الدكتور نور الدين طراف وزير صحة أسبق وعمر عمر نقيب المحامين الدائم ومحمد غانم منشئ ورئيس شركة النصر الكبري ويوسف بك وقاسم بك الشريعي.. هؤلاء هم الزبائن الدائمون يوميا غير بعض الأعضاء العابرين أحيانا.. تبدأ المائدة في الساعة الخامسة شتاء والسابعة صيفا.
ذات يوم القي قاسم بك الشريعي نكتة ضد ثورة يوليو.. فقال:
اعتقلوا شخصا بتهمة كراهيته للثورة.. فصرخ وقال لهم انه يحب الثورة ويموت في الثورة ويعشق الثورة حتي انه كل يوم يصلي الفجر ويقول والنبي يارب عاوزين كمان ثورة!
انتشرت النكتة في أرجاء الأهلي.. وفي اليوم التالي اختفي قاسم بك.. اتصلوا بالبيت فاتضح أن زائر الفجر أخذه قبل ان تشرق الشمس.. وبسرعة قام الجميع وتوجهوا إلي منزل عبدالناصر وتم الافراج عنه.
لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟!
- لأن من طبيعة الأمور أن الثورة- اية ثورة في جميع أنحاء العالم.. من يوم أن عرفت الشعوب (حكاية ثورة)، من طبيعة الأمور أن الثورة تقوم لتصحيح أوضاع خاطئة.. الثورة تقوم لتغيير كل شيء.. لذا الثورة لابد أن تمحو ما سبقها من أخطاء والا لماذا قامت الثورة أساسا.
ولكن ان يصدر قرار باعتبار 23 يوليو عيدًا قوميا.. وان ثورة 25 يناير عيد قومي أيضا!! هذا معناه ان ثورة يناير استمرار لثورة يوليو التي أوصلتنا لي ما نحن فيه الآن.. لماذا ثرنا إذن؟!
هذا معناه باختصار أن ثورة يناير لن تغير السياسة
علي العموم.. مبروك علي مصر.. ثورتان في وقت واحد عكس كل دول العالم!!.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
---------------
بقلم - عبدالرحمن فهمي