رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«الأزهر» يعود إلي سيرته الأولي..!

.. لابد ان اعترف بأنني كنت علي غير حق عندما تعجلت الأمور وحكمت علي شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بما حكمت عليه واستمعت لعدد من رجال الأزهر الكارهين للرجل ولأي دور سياسي يقوم به الأزهر.. والحق انني عائد - لتوي - من باريس والتقيت هناك بعدد من الدارسين المسلمين وتطرق بنا الحديث عن الأزهر الشريف

والوثائق التي تصدر عنه والدور السياسي الذي يقوم به الأزهر.. ولأن هذا المكان - الجامع والجامعة- كان شبه غفل لا يحرك ساكنا أعواما عددا، وظل بعيدا - بفعل فاعل- عن الأحداث جعل الكثيرين يتحسرون علي هذا الدور الذي صغر بالأزهر إلي أبعد حد.. كما جعل الناس - المسلمين - يذكرون بأسي الإمام محمد عبده، والدور الذي كان يقوم به الأزهر في السنوات الخوالي.. سواء في اللغة أو الإصلاح أو الفتوي.
والحق يقال ان الشيخ الدكتور أحمد الطيب قد استطاع بهدوء ان يعيد لهذه المؤسسة سيرتها الأولي وأكثر من ذلك.. فالأزهر الشريف في عهده أصبح له دور افتقدناه منذ زمن.. فالوثائق التي تصدر عنه، وموقفه الرافض لكل ما يحدث في الدول الإسلامية من قتل وعنف واستقطاب.. والأهم أنه موجود في كل الأحداث في العراق ولبنان، وتونس والصومال.. باختصار لقد نجح الدكتور أحمد الطيب في أن يجعل كل المصريين «مسلمين وأقباطا» أن يلتفوا حول مؤسسة الأزهر. وهذا - لعمري - أمر جديد لقد نسي المصريون أن يفعلوه منذ زمن بسبب تدخل أولي الأمر في ذلك الوقت وأصبحت مؤسسة الأزهر به خاملة شأن كل مؤسسات الدولة.
ولابد أن اعترف إنني في زيارتي لعاصمة النور اكتشفت أن الدارسين المسلمين هناك يعتزون بالدكتور أحمد الطيب باعتباره فرانكفونياً درس في العاصمة الفرنسية.. بل وشكل أحدهم وهو سنغالي مسلم جمعية لخريجي الأزهر في بلاده واختار الدكتور أحمد الطيب رئيساً شرفيا لها.
الأهم أنني وجدت لبنانيا ومغربيا وسنغاليا أخر يتحدثون عن الدكتور الطيب - شيخ الأزهر الشريف في مصر - بوصفه شخصية العام.. وجاء في حيثيات هذا الحكم أن الرجل درس في أوربا وتحديدا في باريس وكان مثالا للخلق القويم. ومازال من يعرفونه يرون أنه كان حيّيا وخلوقاً إلي أبعد حد.. ثم .. وهذا هو الأهم أعاد رويدا رويدا الأزهر إلي سيرته الأولي.. فهو قبلة المسلمين وملاذهم، وهو المهتم بأمور دنياهم، ويصدر الفتاوي التي تنظم حياتهم

وتربطهم بدينهم الإسلامي الحقيقي كما جعل، وهذا حق الأزهر منارة إسلامية، لا تتورع عن أن تتكلم في أمور الدنيا والدين وأن تشارك الناس همومهم السياسية.. وهكذا وجد مسلمي العالم الأزهر الشريف مؤسسة إسلامية وليست فقط مصرية.
وجاء في حيثيات الاختيار ان الأزهر بدأ كل مسلم يشعر به في زمن الدكتور أحمد الطيب، وفي الأحداث الجسام التي تمر بها مصر كذلك وهم يعتبرون شيخ الأزهر ضمن حماة الثوار الذين صنعوا ثورة 25 يناير لانه يقف إلي جانبهم ويريد الخير للجميع والأساس عنده أن الجميع مصريون.. واهتمامه بالأقباط يتضح من مساندته لهم ورفضه للعنف الذي يتعرضون له من قبل قلة غير حكيمة تريد إشعال مصر بالحرائق.. لقد أطربني وشجاني هذا الحكم علي رجل يريد أن يصل برسالة الإسلام التسامحية إلي أقاصي الدنيا وأدناها.. ثم إنه - كما حدثني شخص من الأردن سليل أسرة كريمة.. يأخذ الضيف فيها حقه وكأنها تعيد سيرة حاتم الطائي.. ناهيك عن حالة التصوف التي تغمر البارزين من أبناء الأسرة ومنهم الدكتور أحمد الطيب.
ولقد توقف هؤلاء الدارسون علي وثيقة الأزهر الأخيرة وذهبوا إلي أنها تصلح أن تكون أساساً لكافة دساتير الدول الإسلامية وليس فقط مصر..
باختصار لقد شعرت بامتنان لهذه المؤسسة الرائعة، وندمت أني تسرعت في الحكم علي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وها أنذا أعترف بذلك ولابد أن أسجل إعجابي بمنهجه الهادئ وأسلوبه المرن في التعامل مع الأشياء والأحداث.. والنتيجة النهائية أن الأزهر أصبح موجودا في كل الأحداث وعادت إليه سيرته الأولي بكل فخر واحترام.

------

بقلم: د. سعيد اللاوندي