ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به
في حقبة السبعينيات كثرت حوادث خطف الطائرات في حوادث إرهابية وحوادث فردية، وفي الولايات المتحدة كثرت حوادث خطف الطائرات المتجهة إلي ولاية فلوريدا والاتجاه إلي كوبا التي تبعد تسعين ميلاً من فلوريدا وظهرت نكتة تقول إن أحد ركاب طائرة فلوريدا اقتحم كابينة القيادة شاهراً مسدساً وأمرهم بالاتجاه إلي فلوريدا فأبلغه قائد الطائرة
بأنه بالفعل الطائرة وجهتها فلوريدا فأبلغه مختطف الطائرة بأنه كلما ركب هذه الطائرة للذهاب إلي فلوريدا انتهي به المطاف في كوبا. تذكرت النكتة وأنا أقرأ وأسمع الجدل اليومي في صحف وفضائيات «توليع النيران» التي تطالب المجلس العسكري بالرحيل وتسليم السلطة إلي مدنيين في الوقت الذي أجريت فيه الانتخابات النيابية المرحلة الأولى والثانية والثالية وأصبح عندنا مجلس تشريعي منتخب في انتخابات نزيهة أتت بالإسلاميين بأغلبية أكبر من أغلبية الحزب الوطني السابق، وهذه النتيجة علي غير هوى الذين فشلوا في الانتخابات واتجهوا إلي سياسة «كرسي في الكلوب» ورحيل العسكر الآن أو ننزل الميدان في 25 يناير وتحترق البلاد مرة أخرى. إذا لو انساق المجلس العسكرى لطلبات هؤلاء وترك الساحة المصرية بدون أمان قواتها المسلحة وبعدها تبدأ الفوضي الهدامة ويبدأ صراع جديد بين أطراف جديدة وهم الذين نجحوا في الانتخابات ورأى الشعب وبين الذين فشلوا فشلاً ذريعاً في إقناع الغالبية من الشعب المصري الذين يريدون الاستقرار وأغلبهم قوت أولادهم يوماً بيوم وليس عندهم أرصدة في البنوك. تركيز الشرفاء وهم كثر يجب أن يركز علي بناء الدستور والدستور الذي يمثل كل مصري ويضمن حقوقهم الأساسية ويلزمهم بواجباتهم تجاه مصر في إطار أن لا أحد فوق القانون كما فعل أصحاب ثورة 1919 أعظم ثورة مصرية في تاريخنا المعاصر ولماذا لا نلجأ لصاحب الشأن وهو شعب مصر في استفتاء يعبر عما يريده وليس ما يريد أوصياء مصر الجدد أصحاب الصوت العالي. عودة للتاريخ ولا أدري لماذا يصمت الإخوان عما يحدث لهم من الحكم العسكري الحقيقي في زمن كان العسكر في كل مكان، معظم سفارات مصر كان بها ضباط ومعظم مؤسسات الدولة كانوا ضباطاً وحتي وزير الداخلية كان ضابط قوات مسلحة وفي عام 1965 وهو عام لا تنساه جماعة الإخوان عندما قامت الشرطة العسكرية بقيادة حسن خليل بالقبض علي ثمانية وثلاثين ألفاً من جماعة الإخوان في عدة أيام وتم وضعهم في السجن الحربي، وقطعاً لا ننسى الأخوان رياض إبراهيم وصفوت الروبي في السجن الحربي اللذين قادا سيمفونية التعذيب لم يرها المسلمون
د. حسن شوكت التونى
[email protected]