رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر تتوجع .. وإلي أنوارك تتطلع

«المجد لله في الأعالي.. وعلي الأرض السلام.. وبالناس المسرة».. تلك الترنيمة الملائكية.. القيثارة النورانية.. والمعزوفة العلوية.. التي صاحبت مولدك - سيدي المسيح - عليك السلام.. قبسا من النور يبدد غاشية الظلام.. للسما يداوي الجراح والأمراض والأسقام.. مخلصا للبشر من معاناة الشقاء والآلام.. ونبراسا يهتدي به أهل الفضل والعدل والمروءة والإقدام.

كان مولدك - سيدي المسيح - إعلانا وتأكيدا أن العزة والمجد لله وحده.. لا لأحد سواه.. لا لصاحب ضياع أو متاع.. ولا لذي قوة أو سلطان أو جاه.. وأن من يدعي من دون الله مجدا فهو شارد استذله الشيطان وأغواه.. وعن جادة الطريق أضله وأعماه.. فلا المال أسعده ولا السلطان أغناه.
وكان مولدك - سيدي المسيح - إعلاء لقيم العدل والحق والإخاء والوئام.. فإذا تواري الحق والعدل.. فلا استقرار ولا انتظام.. وبدون الإخاء والوئام.. تحل البغضاء والخصام.. جئت - سيدي - بشيرا للسلام.. فكنت أعظم صانعيه وحافظيه.. ودعوت تابعيك ومريديك ليكونوا - بدورهم - صناعه وطالبيه.. ثم كرمتهم وأكرمتهم ورفعت في العالمين قدرهم.. وأخذت بنواصيهم قدما الي الأمام.. ثم أسبغت عليهم شرفا دون كل شرف.. ونسبا رفيعا ساميا لا يرام.. وبشرتهم بأجلّ البشارات.. وميزتهم علي سائر الأنام.. لأنهم أبناء الله يدعون.. طوبي لهم صانعو السلام.. وهكذا كان السلام.. هو.. أنشودة ولادتك.. ثم كان هو جوهر وصميم رسالتك.. بل هو ذروة سنام عقيدتك وشريعتك.
ولقد واكب مولدك - سيدي المسيح - أعظم وأبلغ وأروع إعلان لحقوق الإنسان.. ففي كلمتين اثنتين كان ميثاق شرف العيش الكريم.. والسكينة والاطمئنان.. كانتا هما أساس ومرجع وقوام سعادة البشر.. وسلامهم الاجتماعي.. مع الأمن والأمان.. إنها المسرة.. والمسرة أساسها المودة والعدل والتراحم والبر والإحسان.. فبدون المودة يكون الجفاء.. وبدون العدل.. يشيع الظلم والبغضاء.. وبغير البر والإحسان.. يحل الإثم والعدوان.. لذلك ألحقت المحبة بذات الله.. فقلت وقولك الحق: «الله محبة» ودعوت اتباعك ومريديك.. وسائر محبيك.. إلي اعتناق المحبة والسمو في ممارستها الي أبعد مدي.. حتي مع الأعداء.. فأنت - ياسيدي - ترفض لفظ ومرادفات العداء.. وتحنو حتي علي الخصوم الألداء.. وتدعو الي أرقي وأسمي فضائل الصفاء والنقاء.. الي الحد الذي تجاوز أحلام الحالمين.. وفاق كل خيالات الأدباء والشعراء.. والمفكرين.. بقولك الرائع الذي تقصر عن إدراكه معطيات الأرض.. ليعانق تجليات السماء.. ولا يتصور أن يصدر إلا منك أنت.. يا بشيرالمسرة.. ونبع الصفاء والرحمة والنقاء.. حين صدرأمرك الكريم لكل صاحب قلب سليم: «أحبوا أعداءكم.. باركوا لاعنيكم.. أحسنوا الي مبغضيكم.. وصلوا من أجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم».
مع ميلادك - سيدي المسيح

- لكن نتمني أن تنهض البشرية من كبوتها.. وتفيق من غفوتها.. وتتلمس الطريق لخلاص من شقائها وتعاستها.. أن نستعيد من جديد مبادئك السامية.. وتعاليمك العظيمة الراقية.. إن تلك درب الاستقامة والرشاد.. وتتمسك بطوق النجاة والسداد.. أن نؤمن حق الإيمان بأن «المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام.. وبالناس المسرة».
ليت هؤلاء.. الذين يدعون أنهم حماة الحرية وحقوق الإنسان.. ثم يرتضون ويقبلون.. باغتيال السلام الذي به ناديت.. يحرمون الناس المسرة التي اليها دعوت ويطفئون النور الذي أتيت به وله هديت.. يناصبون البشرية ويدقون طبول الشحناء والبغضاء والفتنة العمياء.. وتتفتح شهيتهم لسفك الدماء وقتل الأبرياء وترويع الآمنين.. واستدعاء الخراب والدمار والبلاء.. بل الهلاك والفناء.. ليتهم يستحون علي وجوههم ويثوبون إلي رشدهم.. ويتوارون منك.. سيدي المسيح خجلا وحياء.. ليتهم يلبون نداءك ويحققون رجاءك.. نداء المحبة ورجاء السلام.
ومن مصر الكنانة.. التي أحبتك وأحببتها وباركت في العالمين شعبها.. بنسيجها القوي المتين.. الذي يستحيل اختراقه علي أي مارق خائن لعين.. ويصعب المساس به من المردة عملاء الشياطين.. مصر في محنتها القاسية.. تئن وتتوجع.. وإلى لمساتك الحانية وبشاراتك السامية - سيدي - ترنو وتتطلع.. مصر التي باركتها وأحببتها تتلمس اليوم خطي السداد والرشاد.. بعد أن عانت من عقوق بعض أبنائها الذين استمرأوا لها الضياع والفساد.. وأشاعوا الخوف ونزعوا غطاء الأمن والسلام عن البلاد والعباد. مصر في حاجة اليك اليوم.. وإلى أخيك محمد عليكما الصلاة والسلام.. تتوسلان الي الله أن يصلا مما تعانيه من الآلام والأوجاع والأسقام.. وأن يضع أقدام شعبها من جديد علي طريق المحبة والمسرة والوحدة والأمن والسلام.
ومن مصر السلام .. عليك السلام .. يا نبع المحبة .. ورئيس السلام.

----

المستشار: عبدالعاطي محمود الشافعي