رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطر الماسونية.. والمؤامرة العالمية؟

يدها من حديد.. وبأسها شديد.. تجذب إليها الصغار.. وتشد إلي حظيرتها الكبار؟

أصاب الأستاذ الأديب «علي خميس» كبد الحقيقة عندما حذر من مغبتها في مقالته «الثورة المصرية من مخلب البلطجية إلي أنياب الماسونية».

والماسونية كما عرفها المستشرق الهندي «دوزي» هي عبارة عن «جمهور كبير من مذاهب مختلفة تلم شعثها غاية واحدة هي إعادة هيكل سليمان الذي هو رمز إسرائيل»، وهي عبارة عن شباك حاكها تسعة من أحبار اليهود منذ ردح قديم من الزمان ضللوا الناس بشعارهم المزيف «حرية - عدالة - مساواة» يحمل في طياته بروتوكولات حكماء صهيون، وأحاطوا دعوتهم بالكتمان إحاطة السوار بالمعصم وكانت كلماتهم التي تتردد علي أفواههم في هذا الصدد «أمنع من السر الماسوني» والهدف الأسمي لهم هو انتزاع فلسطين من هويتها العربية، وعقيدتها الإسلامية، ومن هنا يفوزون بالمغنم، وعلي عائق الأمة العربية بل وجميع الأمم يقع المغرم.

في كتابه «أحجار علي رقعة الشطرنج» يكشف مؤلفه «وليم جار كار» حقيقة الماسونية بعد أن أنفق من عمره عقوداً أربعة «منذ عام 1911 حتي عام 1950» في البحث والتنقيب، عن هدف الماسونية المغيب، وتوصل إلي أنها إنما تسعي جاهدة إلي أن يتحول العالم برمته إلي دول تصطرع فيما بينها حتي يمسي العالم بما فيه وما يحويه خراباً يباباً.

وقد دأب مؤسسها الأول «آدم وايز هاويت» علي أن ينشر مذهب الماسونية منذ ولادة شهر مايو 1776 حيث كان يعمل أستاذاً للقانون في بافاريا إحدي الدول الجرمانية فسعي سعياً دؤوباً علي ضرورة القضاء علي الحكومات وطمس الأديان السماوية أو بالأحري الدينين المسيحي والإسلامي، وارتأي أنه لا يمكن الوصول إلي ذلك إلا عبر تقسيم الشعوب «أو الجوييم»، (الذي يعني جميع العالم ما عدا بني إسرائيل) عن طريق بذر بذور الشقاق بين الدول، وزرع المشكلات العنصرية والاقتصادية والاجتماعية وإشعال نيران الحروب الأهلية والدولية في أرجاء الدنيا، كما كان في الحربين العالميتين الأولي والثانية، هنا نشأت جماعة النورانيين «المحفل الماسوني» وكان مغزاه ومرماه وأد الإرادة الفردية وقتل النزعة الوطنية وجذب العديد من الرموز القومية من العلماء والرؤساء وممن يشغلون مراكز المدراء من أرباب التجارة وأساطين المال إليهم.. ومن ثم تأسس محفل الشرق الكبير «المحفل الماسوني» ولقد نجح هذا التشكيل العصابي في إنشاء ثلاثة معابد متخصصة في تأهيل الشباب للهدف المرجو والمعلوم، يقع الأول في إقليم «goldonstum» باسكتلندا، والثاني في بلدة ساليم، والثالث في آنا ريتا باليونان، وسقط في شباكه العملاء الذين ما فتئوا مخلصين يعملون وهم الخبراء والمدراء لدي الحكومات لتكوين حكومة عالمية من «الجوييم» تهيمن علي مشكلات العالم برمته ابتغاء الغاية التي تغيوها وأضحت ديدنا لهم ونبراساً، وفي مؤتمر الحاخامات من أحبار اليهود المعقود في بودابست في غضون عام 1951 وبعد أن لطخوا أيديهم بالدم المراق في الحرب العالمية الثانية أخذوا يعدون العدة ويهيئون الوسائل «للحرب العالمية الثالثة»، وكان منهجهم الذي نفثوه وأذاعوه في ذلك المؤتمر ما نصه «وسنضرب بعض الأمم بمدافع بعض، لتشرف إسرائيل علي قضايا الشعوب الباغية، وهذه هي معركتنا الأخيرة مع الجوييم وبعدها سيصبح كل يهودي سيداً وما عداه عبداً»، وبهذه - المثابة - تنضوي الشعوب المقهورة تحت جناح إسرائيل الكبري.

ولقد امتدت دعوتهم من لبنان إلي سوريا وهبطوا مصر حتي وضعت الدولة يدها علي بعض مخططاتهم في عام 1955، ولقد أصدر «إسحاق بن زيفي» الرئيس السابق لإسرائيل كتاباً أسماه «الدونمة» صدر عام 1950 قال فيه: (إن يهوداً كثيرين، وكثيرين جداً يعيشون بين الشعوب بطبيعتين، إحداهما ظاهرة وهي اعتناق دين الشعب الذي يعيشون بين ظهرانيه اعتناقاً جماعياً، والثانية باطنة وهي إخلاص عميق لليهودية وقد أسماهم بن زيفي «طائفة مسلمة يهودية»).

وها هو ذا - الجنرال الإسباني - «كانو لوبيز» يقف في البرلمان الإسباني «الكورتس» ليقول: منذ عام 1925 طوت الماسونية تحت لوائها العديد من ضباط الجيش في الاتحاد

العسكري الأخوي «الذي أقاموه» حتي زكا عوده، وأصبح بشراً سوياً، وأقسموا جميعاً - والحديث للجنرال المذكور - بطاعة رئيسهم طاعة عمياء ليس لها حدود وبأن سلطته تسمو علي أية سلطة عداها مهما علت أو سمقت.

ومن عام 1930 يمموا وجوههم واهتماماتهم لتوثيق ديكتاتورية عمياء مستبدة للقضاء علي الكنيسة المسيحية، ولم يتوقف تآمرهم علي قتل الأبرياء من الأحياء بل تعداه إلي التمثيل بجثثهم حتي أنه في غضون شهر يوليو 1936 تم إخراج أجداث الراهبات من قبورهن وتعليقها علي حوائط الأديرة وعليها لوحات تحمل عبارات غاية في القحة والبذاءة.

ولقد أثبتت الإحصائيات علي أنه ما بين عامي 1936 و1937 قتل علي أيديهم ما يقرب من خمسين ألفاً من البشر في برشلونة، وما يربو علي الثلاثين في فالينسيا، وأبادوا عُشر سكان مدينة مدريد من أجل تنفيذ مخططهم الشيطاني النوراني الماسوني، ولا ينسي التاريخ ما فعلوه مع «هتلر» إذ صوروه بصورة المعتدي بعد تدبير مؤامرة خاصة بمشكلة ممر دانزنج ولم يكن هتلر يطلب إلا رفع الظلم الذي أوقعته معاهدة فرساي علي ألمانيا، فالمناطق التي اقتطعت منها كانت تابعة لألمانيا ولم يقدم هتلر علي الحرب إلا بعد أن استجار شعبها به من العدوان الشيوعي عليها، يقول «جاي جار كار»: «هذه هي الحقيقة التي ينكرها الجميع».

لقد استطاعت الماسونية أن تضم إلي جنباتها فضلاً عن زعماء الغرب مثل تشمبرلن، والملكة فيكتوريا، ومن الشرق جمال الدين الأفعاني والإمام محمد عبده وغيرهما ظناً منهما أن الماسونية رسالة سامية تدعو إلي الوئام والسلام، وإن كان الأول قد انسل منها خارجاً بعد أن كشف المستور عن خافي مراميها، ولعل من المفيد أن نختم هذا المقال بما يؤكد هوية هذا المخطط الجهنمي بما هو ظاهر علي العملة الأمريكية «الدولار» إذ تمثل رموزه نفس رموز الماسونية العالمية وعملائها الذين يعتبرون البشر مجرد قطع وأحجار علي رقعة الشطرنج تغطي وجه البسيطة وأسقطوا منها تاريخ وثيقة الاستقلال الأمريكي؟.. وكان قميناً بهم أن يفعلوا ذلك.

جدير بنا وكل شعوب الأرض أن نحذر وأن تنتبه إلي ما يحيق بنا من شر الماسونية الذي كان ولم يزل يطل برأسه يوماً بعد يوم.. فلعل وعسي؟.. فلقد شكلت الماسونية روافد لها في جميع الأنحاء والأرجاء تمثل نهراً بل بحراً يغرق العالم في لجته منتهياً به إلي الموت الزؤام.. وكما يحدث في مصر الآن من إحن ومحن واختلافات واضطرابات وفتنة طائفية ومطالبات فئوية، هل يكون مرد هذا من فعل الماسونية العالمية لتدمير الأمة المصرية؟.. بل والشعوب العربية.

اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد.