معاهدة السلام 77 في ظل الربيع العربي
مر أربعة وثلاثون عاما علي اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ففي 19 نوفمبر 1977 م ألقي الزعيم الراحل «أنور السادات» خطاباً سياسياً في الكنيست الإسرائيلي وصلي عيد الأصحي في القدس ومن شدة صدمة القادة الإسرائيليين انهم لم يصدقوا ان يقوم زعيم عربي بهذه الزيارة أو يمد يده بالسلام مع إسرائيل
وكانت إسرائيل تتحجج بالعدوانية علي العرب بأن العرب ليسوا دعاة سلام وأنهم وحوش كاسرة يريدون تدمير إسرائيل وإلقاءها في البحر ومن وراء إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية كما جاء في خطب (جمال عبدالناصر) ومن ثم جعل إسرائيل تستمد قوة فوق القوة وتستعطف العالم بأكمله حتي كونوا ترسانات عسكرية ومنها قوة نووية بحجة حمايتها من الدول العربية وقد زاد من هذا التحجج عدم ذهاب الدول العربية لمفاوضات السلام وقامت الدول العربية بجبهة معارضة لمصر بقيادة الرئيس الفاسد «صدام حسين» حاكم العراق «وقتئذ» وتمرد ياسر عرفات ورفض التصالح والجلوس مع إسرائيل في مفاوضات سلام وكذلك سوريا التي مازال جزء من أراضيها محتلا وهي الجولان وظلت الدول العربية وأغلبهم ما عدا قلة علي رأسهم الشيخ زايد (رحمه الله) ظل متمسكا بمصر ولم يقطع علاقاته بها لأنه يدرك قيمة مصر وكما قالها من قبل الملك فيصل رحمه الله: ديروا بالكم علي مصر ان طاحت طحنا، ولو ذهب ياسر عرفات وباقي الدول العربية لمائدة المفاوضات لكان تم استرداد الأرض الفلسطينية والعربية وقالها الرئيس الراحل «أنور السادات»: ستندمون وقد حدث عندما عقدت اتفاقية «أوسلو» في عام 1991م بين فلسطين وإسرائيل ولم يأخذ الفلسطينيون غير القليل وحُرفت الاتفاقية في ترجمتها إلي العبرية عندما قيل ان أراضي فلسطينية وهي الأراضي الفلسطينية، بعد عام 1967 ومازال الاحتلال الإسرائيلي جاثما علي صدور بعض الدول العربية ولو تغير بالمنطقة لكن الصلف والغرور والحكم الانفرادي وغياب الوعي الشعبي عن مصدر القرار يؤثر تأثيرا كبيرا علي المنطقة وكل يوم تزداد
أحمد النمر