الجرح قديم.. والصدام حتمى
هل حمى الجيش الثورة؟ إجابتى التى تخصنى وأنا مسئول عنها أمام الله، تقول (لا) بحرارة الدماء ومرارة الدموع. نزل الجيش إلى الشارع مساء الجمعة 28 يناير فكانت أتعس لحظات حياتى ، ولكن الذين كانوا معى عند رأس كوبرى الجلاء قالوا إن الجيش جيشنا ولن يطلق النار علينا ،
مرت ساعات الليل كئيبة سمعت خلالها أن بعض قوات الحرس الجمهورى قد اعتدت على الثوار عند مجمع التحرير وأنها نقلت لقوات شرطة العادلى بعض الأسلحة، ولأننى لم أشاهد ذلك بعينىّ فلم أصدقه كما لم أكذبه، باقى أيام الاعتصام لم اسجل اعتداء من رجال الجيش، بل كنت أهتف بحياتهم (هل كان هتافنا نوعا من التثبيت المصرى المعتاد؟). يوم موقعة الجمل كانت فارقة وايقظت مخاوفى القديمة كلها دفعة واحدة. بدأ عدوان بلطجية حسنى مبارك وأمن دولته علينا بينما الجيش يشجع اللعبة الحلوة. ذهبت إلى أحد الضباط وكان واقفا أمام مدخل مسجد عمر مكرم ورجوته التدخل لأننا نقتل أمام أعينهم فما كان منه إلا أن طأطأ رأسه وقال « هو أخى وأنت أخى». صرخت فيه: أنا أخوك لأننى مسالم أما هو فقاتل.
سكت ولم يرد على صراخى. حصحص الحق وظهرت الرؤية، الجيش ليس معنا لأنه لو كان معنا لأوقف المجزرة فى لحظاتها الأولى، كما أنه ليس علينا بشكل سافر، هو مع مصالحه ومع رؤيته ومع النظام سواء بقى حسنى مبارك على رأسه أم رحل. ثم جاءت التحية العسكرية التى أداها اللواء الفنجرى لذكرى الشهداء، لقد تغاضينا جميعا عن أن الفنجرى قبل أن