رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر تحترق.. وأنا أتسرق

«للبيت رب يحميه» هذا ما قاله عبد المطلب جد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حين هاجم أبرهة الحبشي مكة محاولاً هدم البيت الحرام وفرض سطوته على أرض الحجاز فما كان من سيد قريش الا أن طالب المعتدى في وقت الحرب برد العير التي سرقها منه جنود ملك الحبشة،

وهذا يعني أنه يطالب بحقه وماله الشخصي بينما يترك أمور أرضه وبيت الله الحرام لقوة أكبر وأعظم قادرة على حماية ذلك البيت وهذه الأرض.. ولأن الاحداث تسير متشابهة متقابلة في كل زمان ومكان فإن ما يحدث لمصر الغالية هو هجوم وحشي تاتاري أو هكسوسي أو صليبي أو فرنسي انجليزي صهيوني يهدف الى حرق الأخضر واليابس بأيدي مصريين غرر بهم مجموعة من الساسة وأهل الفكر والاعلاميين استغلوا الجهل والامية والفقر والقهر الذي عاشوه أيام حكم مبارك ودفعوهم الى حمل شعارات وعبارات ذات بريق يضوي على حرية وكرامة وعدالة وسلطة مدنية ومجلس رئاسي وحكومة تكنوقراط ورفض حكم العسكر وغيرها من مفردات نظرية حولت شباباً وصبية ورجالاً الى أدوات ومعاول هدم وحرق تحت ظلال الحرية ومظلة الديمقراطية وسحابة الانسانية التي تمنح هؤلاء الحق في التظاهر والاعتصام وقطع الطرق وإلقاء المولوتوف والسب والقذف وتخوين كل مخالف أو معارض والاعتداء على الشرطة والجيش ومنع رئيس وزراء من دخول مكتبه ومحاصرة مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى بعد محاولات مستميتة لحرق وزارة الداخلية ومن قبل اقتحام مبنى الاذاعة والتليفزيون ومن قبل محاولة اقتحام المنطقة العسكرية في العباسية.. كل هذا بدعوى الثورة والحرية والديمقراطية؟!!
مصر تحترق لأن بها رجالا يبحثون عن المجد والشهرة وصناديق الانتخاب البرلماني أو الرئاسية ويدعون البطولة حين يخرجون على البسطاء وينددون بالعنف، ويطالبون المسئول عن ادارة شئون البلاد بالاعتذار مرة حكومة شفيق ومرة حكومة شرف ومرة الداخلية ومرة المشير ومرة المجلس العسكري وقد يأتي اليوم الذي يطلبون من الشعب أن يعتذر لمن يهدم وطنه ويهدد أمنه وعلينا السمع والطاعة لحرق تاريخ وتراث أمة بعظمة مصر.
ولكأن رواية محفوظ «اللص والكلاب» تتكرر أمامنا وتتبلور في صورة البطل الكاتب «رؤوف علوان» الذي نجح في أن يحول المواطن «سعيد مهران» الى لص ومجرم بعد أن لعب على عقله وفكره وبث معتقداته عن الاشتراكية ورأس المال وتوزيع الثروة وعلاقة الغني بالفقير وحق الفقير في السرقة والقتل والنهب والنصب لأن ذلك حقه الأصيل في الحياة وأن كل ثري ما هو إلا لص كبير آثم.. تلك هي آفة الفكر حين يهدم ويدمر ويبعث الشر ويخرج الشيطان من مكمنه ليعيث في المجتمع فساداً ويفقد الانسان شعوره بالأمن والأمان فيخشى المرء على نفسه وبيته وعرضه ولكأننا نحيا في جهنم الحمراء، وعلى التوازي لا تكون هنا شرطة أو أمن ويتخاصم القضاء مع اجهزة الدولة في ريبة مستمرة وصراع تاريخي يؤدي في النهاية الى وطن بلا وطن ولا سيادة ولا دولة، فالثوار والمعتصمون يرفضون الدولة ويؤكدون رفضهم للحكومة وللانتخابات ولمجلس الشعب وللشرطة وللمجلس العسكري وللقضاء إذا هم خارج نطاق المنطق والشرع والقانون ومع كل فإن الكتاب والسياسيين والناشطين يساندونهم ويؤكدون مشروعية حقوقهم ومطالبهم واعتصامهم في مقابل سيادة دولة وممتلكات وطن ومقدرات أمة تحترق.
وحيث مصر تحترق والجميع في شغل شاغل من تأمين انتخابات وتحضير لجان وحضور الفرز الى مطاردة بلطجية وعصابات سرقة وخطف ومخدرات وتجارة سلاح وجواسيس تتدفق شرقاً وغرباً بالاضافة الى صد هجوم

المعتصمين على منشآت دولة ومصالح وطن وسيادة مصر وكر وفر ومناوشات بين جيش مصر العظيم ورجال أمنها الكرام وبين السادة الثوار المعتصمين في أتون هذا الهجوم الأبرهي الحبشي على مصر تمت سرقة في بيتي بيد عاملة تعمل لدى منذ 7 سنوات سرقني مرة في أموال واعترفت وسامحتها وقلت إن الله يغفر فلماذا لا أعطيها فرصة اخرى لحياة كريمة لكن أحوال الوطن وغياب المنطق والأمن وحالة الفوضي والبلطجة دفعتها للسرقة واستطاعت ان تتقن عملها فسرقت مشغولات ذهبية وبدلتها بذهب صيني وارد الخارج معتقدة أن اشيائي وممتلكاتي حل لها على الرغم من أنها حصيلة عمر من الشقاء والعمل الشريف ومع هذا فهى سرقت ونامت 6 أيام في بيتها مع تحريري محضراً في القسم وابلاغي بالعنوان وبالمواصفات لكن الشرطة تطبق القانون والقانون يستدعي اذن النيابة والنيابة مشغولة وحين صدر الإذن فالشرطة مهمومة وخائفة من اقتحام بولاق معقل الحرامية والمجرمين وحين تم الضبط فإن النيابة تحبس ثم تخلي السبيل في 24 ساعة فالقسم ملىء بالمجرمين فيخلى السبيل هو الآخر ولا وقت للبحث ولا وقت للتحري ولا نية في استكمال الامر لأن هناك ما هو أهم وأعظم وأخطر.. وأنا وقد تمت سرقتي في وضح النهار مع معرفة السارقة ومكانها ومع ثبوت صحة الواقعة كما ورد في محضر النيابة وتقريرها الا أن ظروف الوطن تستدعي ان أبيت أنعي همي واحتسب مالي عند الله وتبيت المجرمة السارقة في بيتها تنعم بالسرقة وبالمال وبغياب الوطن والدولة وانتشار حالة الفوضى وتتابع عبر الشاشات حرق مجلس ومجمع وضرب الشرطي واهانة العسكر وسب الحكومة والتشكيك في القضاء وتعويض المعتدين وعلاجهم على نفقة من يدفع الضرائب ويشقى ويتعلم ويعلم ويفني عمره من أجل اعلاء كلمة الحق والعلم والنور..!!
إذا كانت مصر تحترق فإنها تسرق ونسرق جميعاً وسأظل أطالب بحقي الشخصي ومالي وممتلكاتي لأنها حقي على وطني وبلدي بالقانون وبالجنسية وبهذا الجهد الذي بذلته من أجلها عملاً وعلماً وصدقاً وحقاً.. اذا ضاعت حقوقي ضاعت حقوقكم وحقوق الوطن وحقوق الدولة المصرية في أن تظل دولة عظمى ذات سيادة واستقلال وأمن وأمان.. من يحرق وطناً يسرقاً مواطناً ويقتل نفساً ويروع طفلاً ويخطف أنثى وهؤلاء المفسدون في الأرض.
د. عزة أحمد هيكل