رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى د. عصام شرف

وأنت تلملم أوراقك لترحل.. وأنت تودع المكان عائداً إلى هيئة التدريس مرة أخزى،. أتقدم لك بالشكر على ما استطعت أن تقوم به وأنت رئيس لوزراء مصر طوال هذه الشهور الصعبة الشاقة التى لم تهدأ فيها الشوارع ولا الميادين ولم تختف من طرقاتها الإضرابات والاعتصامات يوماً واحداً..

والتى رأينا فيها، ما لمر نره طوال سنين حياتنا من قطع الطرق وايقاف القطارات وتوقف الطيران وحصار الموانئ وإغلاق المصانع.. لم نر فى حياتنا مدارس تركها المعلمون ومستشفيات هجرها الأطباء المضربون لم نر مصر بلا أمن ويسودها العنف والخوف وتمتلئ حواريها وأزقتها بالسلاح ولم نعرف ما هى الفوضى ولم نتخيل للحظة أن نحيا فى غياب القانون.
عشنا قرابة العشرة شهور نتحدث ونتشاجر ونتهم ونسب ونلعن ونقصى ونحرم ونستبعد ونكتب القوائم ونلونها ونعد على بعضنا البعض الأنفاس ونحرم على بعضنا البعض الاختلاف..وكم منا فقد اصدقاء وكسب آخرين لمجرد أن الآراء تباينت.. فنحن لم نعرف حتى يومنا هذا الفرق بين اختلاف الرأى والرؤية والخلاف الشخصى والشقاق الانسانى اختلطت المفاهيم وضاعت حدود الصواب والخطأ حتى رأينا الصحف تهلل لكل من أخذ حقه بيده دون أن تدرك انها تهلل لقانون الغاب.... أخذنا نكيل الاتهامات ونحكم بالإدانة على كل المسئولين المسجونين فى ليمان طرة قبل ان ينطق القاضى ويحكم بالقانون وفى نفس الوقت نندهش من أن الوزراء فى وزارتك لا يقدمون على اتخاذ قرار واحد ولا على التوقيع على ورقة واحدة وكيف يجرؤون والجميع يهللون لهم بأن طرة فى الانتظار ويبدو ان قانوناً جديداً يهل علينا ويسيطر على العقول  بأن كل وزير وكل مسئول هو  متهم ولص وفاشل وفاسد الى ان يثبت عكس ذلك..
أقدم لك الشكر رغم أننى هاجمتك كثيراً قولاً وكتابة وأنت على كرسى رئيس الوزراء فى موقعك لإيمانى بأنه ليس هناك من هو فوق النقد ولرغبتى فى التنبيه ربما وليس فى التجريح بالتأكيد.. اختلفت معك بشد
ة يوم ان قلت انك قد اكتسبت شرعيتك من ميدان التحرير وقلت فى وقتها ان الشرعية هى القانون والشرعية لا تأتى بالمبايعة فى ميدان التحرير وقلت ايضاً ان

من يستطيع ان يمنح يستطيع ان يحرم ويمنع..وقد كان وصدق ظنى وطالب من حملوك على الأعناق بإسقاطك بل ومحاكمتك بعد ان هالوا عليك الاتهامات.
أشكرك على ما استطعت ان تقوم به فى حدود الظروف والصلاحيات والمفاجآت وأعذرك على ما لم تستطع ان توفيه حقه أو ان تتمه فى وقت هو الأدق والأشد خطورة فقد حاولت واجتهدت قدر استطاعتك والتوفيق دائماً بإذن الله عذرنا اننا مازلنا لا نعرف التعامل مع التغيير.. مازلنا نشيع الذاهب باللعنات ونستقبل القادم بالرفض والاستهزاء كيف إذن نتعامل من سلطة يتم تداولها بين الاحزاب والقوى السياسية؟ كيف نرضخ لرأى الاغلبية ونقبله وان كان مخيباً لآمالنا؟ كيف نتعامل مع الصندوق الذى يقول كلمته وهى على غير الهوى؟ وهذه هى معضلة الأيام القادمة بعد ان ظهرت بشائر اكتساح الاخوان والسلفيين. وسترى معنا كيف ستتعالى الصرخات والاتهامات بالتجاوزات والتزوير وشراء الاصوات مع أن طوفان القوى الاسلامية واضح ومتواجد ومنتشر ومتوغل أمامنا فى كل الصحف والشاشات بقوة  غير مسبوقة حتى أن «عبود الزمر» اصبح نجماً تتخاطفه القنوات ولكننا للأسف لانرى أبعد من أنوفنا.
أعلم انه لم يكن بالامكان ابدع مما كان وأشعر بالمرارة الشديدة فى نفسك من هذا الوداع الغادر.. لكنى أشد على يدك وأهلاً بك فى صفوف المواطنين المصريين بعيداً عن هموم المسئولين وادع معى ان يوفق الله د. كمال الجنزورى لما فيه صالح مصر والمصريين.