رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكتلة المصرية: المقلب الذي شربه حسنو النية

من الواضح أنه عندما بحث الشباب "الغير مؤدلج" عن بديل للإخوان المسلمين، لم يجد أمامه سوى "الكتلة المصرية"؛ بعيدا عن من على قوائمهم من فلول للحزب المُنحل، في مشكلة تانية، هي أن الحزب الرئيسي في "الكتلة" هو حزب "المصريين الأحرار" و ما أدراك ما المصريين الأحرار.

و لنعرف من هم المصريون الأحرار دعونا نلقي بعض الضوء علي برنامح حزب "وول ستريت" المصري، و لنستعرض سويا جانب من السياسات الإقتصادية للحزب الذي انتخبه الشباب "الليبرالي" عنداً في الإخوان؛

·         يؤمن حزب المصريين الأحرار باقتصاد السوق كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، ويستهدف زيادة الثروة القومية بدلا من إعادة توزيعها.

-- تلك هي الجملة الإفتتاحية للبرنامج الإقتصادي لحزب المصريين الأحرار، و هي جملة فعلا مُعبرة عن التوجهات و الإنحيازات التي يتبناها الحزب، "زيادة الثروة القومية بدلا من إعادة توزيعها" يا له من منطق جهنمي! فهم لا يجدون أدنى مشكلة في أن تزداد الفجوات الشاسعة بين طبقات المجتمع المصري إتساعا طالما صاحبها إزدياد في "الثروة القومية". و أنا هنا أظن أنهم في الغالب يقصدون "الثروة القومية" لعائلة "ساويرس" و مثيلاتها من العائلات الفخمة! و لابد من الإشارة هنا إلي أنني أيضا أؤمن باقتصاد السوق كقاطرة..قاطرة لسحق آمال الكادحين و دهس طموحات المُهمشين.

·         تفعيل شراكة الدولة مع القطاع الخاص من خلال طرح مناقصات بشروط ودراسة جدوى واضحة تستهدف إتاحة مصادر جديدة للاستثمار الرأسمالي لمشروعات البنية التحتية في مجال المياه والطاقة والنقل والمواصلات والمباني التعليمية والصحية.

-- و في سياق التأكيد على مبدأ إقتصاد السوق الحر، ها هم يعلنون صراحة عن نية الحزب في الإستمرار و التوسع في برنامج الخصخصة -البرنامج الذي شرد آلاف العمال و دمر الاقتصاد الوطني؛ "المياه و الطاقة و النقل و المواصلات و المباني التعليمية و الصحية" أنا مش عارف ليه مش عاوزبن يخصخصوا الأكسجين بالمرة، خسارة!

·         التخفيض التدريجي لمعدلات الضريبة الجمركية لدعم انصهار الاقتصاد المصري في الاقتصاد العالمي.

-- -- في التعليق على تلك الجزئية و على غيرهها من سياسات تخفيض الضرائب و منح تسهيلات مُذهلة -و مُرعبة أحيانا- لمن يسمون بالمستثمرين، أود أن أسأل واضعي البرنامج السؤال الآتي: هو مش ده هيؤدي إلى خفض الإيرادات التي تحصلها الدولة مما سيترتب عليه تردي الخدمات العامة كالصحة و التعليم، طب و حضرتك ليه عاوزنا ننصهر في الإقتصاد العالمي -المُتهاوي حاليا- أساسا؟، و قبل أن يأتيني ردهم، أتذكر الإجابة النموذجية لذلك السؤال ثقيل الظل و هي: عشان نشجع الاستثمار؛ دون أن تعلم عن أي إستثمار يتحدثون!

·         دعم التعليم من خلال تطبيق نظام المنح الدراسية لغير القادرين والمتفوقين خلال مراحل التعليم الإلزامي، مع قصر الدعم في التعليم الجامعي على المتفوقين وإعطاء الأولوية لغير القادرين منهم.

-- من الواضح أن تطبيق تلك السياسة التعليمية سيؤدي إلى تحويل التعليم الجامعي لسلعة يحصل عليها القادر و يُحرم منها الغير قادر، يرد علي أحدهم و يقول "هو

مش ده اللي حاصل برة!" أرد و أقول: الحقيقة الكلام ده مش دقيق، جامعات عريقة زي جامعة كاليفورنيا، بيركلي وكامبريدج و غيرها؛ هي جامعات عامة بمصروفات رمزية نسبيا، يلتحق بها كافة الطلاب المؤهلين لها دون الحاجة لتحمل أعباء مالية ضخمة. لكن ده طبعا مش من إهتمامات حزب رجال سوق المال.

·         الإسراع في إنهاء الأزمة الحالية بين الحكومة وشركات الاستثمار العقاري حول أراضي الدولة وإصدار قانون للمصالحة عن الفترة السابقة ووضع أسس تتسم بالشفافية ويراعى فيها المصلحة الاقتصادية العامة، ويعيد ثقة المستثمرين المصريين والعرب والأجانب.

-- يعني تقريبا كدة عفا الله عما سلف من فساد و نهب لمُقدرات الأمة، و كأنهم بذلك يقولون: "شاركت في الفساد معاليك و لا يهمك، المهم ان احنا نشجع الإستثمار!"، ما هو الناس اللي ماتوا في الميادين دول، ماتوا في سبيل تشجيع الإستثمار!
********************

و بعد كل ماسبق ذكره من سياسات يتضح ميلها الصريح لمصالح طبقات رجال الأعمال و المُترفين، تسمعهم يتحدثون عن "القضاء على الفقر" و تحقيق العدالة الإجتماعية.

من الواضح أن الشباب الذين انتخبوا "الكتلة المصرية" لم يخصصوا الاهتمام الكافي لقراءة برنامج "الكتلة المصرية" الإقتصادي –الكارثي- الذي لا يختلف كتيرا عن البرنامج الإقتصادي المطروح من قبل الإخوان و لا يختلف بالمرة عن سياسات نظام مبارك الإقتصادية؛ هو الحقيقة الثلاثة تقريبا متفقين في كل حاجة إبتداءا من استخدام "البطاطين" كسلاح إنتخابي مرورا "بالزيت و السكر" إنتهاءا بالسمنة البلدي.

للأسف لم تهتم الغالبية العُظمى من الناخبين بأهم شق في برامج الأحزاب و هو السياسات الإقتصادية التي سيتبعها كل حزب، و في المقابل، صبوا عظيم إهتمامهم على الجدل الفارغ المُتعلق بموقف الدولة من قضايا سفيهة من نوعية "بيع الخمور" و "حفلات هشام عباس!" و "البكيني"، بينما يعيش نصف سكان مصر في بؤس لا حد له.

*كل ما ورد في هذا المقال من سياسات لحزب المصريين الأحرار هو مأخوذ حرفيا من نص البرنامج الإنتخابي للحزب.
فادي محمد