رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعم للجنزوري

مصر أول أمة خرجت للناس وأول دولة نظامية عرفها التاريخ المدون عرفت نظام الحكم السياسي وعينت الوزراء وحكمها الأباطرة والفراعين والسلاطين كتبت الدساتير مع بداية تأسيسها وشكلت المجالس النيابية مع بدايات العصور الحديثة وواكبت الدول الأوروبية المتقدمة في ذلك.

تحمل مصر خلف ظهرها وفوق كاهلها زخماً حضارياً هائلاً وخبرات تراكمية سياسية واقتصادية تمنحها ثقلاً لا يماري وأهمية لا تبارى، ومن هنا يصبح حكم بلد بهذا الحجم والثقل مسألة غاية في الصعوبة وتحمل أعلي درجات الخطورة والحاجة لأن يملك حاكمها مواصفات وخبرات هائلة فلا مصر كأرض وحضارة بسيطة التكوين والشخصية ولا مصر كشعب سهل المراس بسيط الانقياد كما يتصور البعض لكل هذا الزخم والتعاظم في شخصية مصر الوطنية والتاريخية فلا يمكن أن نقبل بسهولة شخصية حاكمها ولا أن يحتكر البعض لنفسه حق فرض أسماء بعينها لا يمكن أن يقرر البعض من قليلي الخبرة كثيري الحماس شديدي الانفعال أن يحكم مصر من يختارونه لمجرد إعجابهم بثوريته وحماسته ومعارضته للحكم البائد السابق يا سادة ليس هكذا تحكم بلد مثل مصر وليس بهؤلاء - الأفاضل - يمكن بناء مستقبل أفضل للوطن هنالك وقت للثروة ووقت للعقل والحكمة حين يأتي وقت الاختيار والحكم والسياسة والعمل لقيادة الأمة نحو بر الأمان والتقدم فليس كل ثائر قادة ثورة أو مقاتل انتصر في معركة يصلح لأن يحكم وطناً وشعباً ودولة بكل مشاكلها وتعقيداتها، لقد فشل رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في أول انتخابات لرئاسة الوزراء رغم أنه كان خارجاً لتوه منتصراً في حرب عالمية!! لكل ذلك فنحن حين نؤيد اختيار الدكتور الجنزوري رئيساً لوزراء مصر لفترة انتقالية محدودة فإننا يجب أولاً نشكر الرجل علي وطنيته وفدائيته، كما أن الدكتور الجنزوري مقارنة بأسماء أخري فإنه يتميز بأنه يحمل علي كاهله عمراً من الخبرة التراكمية منذ أن كان محافظاً في السبعينيات ثم وزيراً في الثمانينيات ثم رئيساً للوزراء في التسعينيات ونذكر وقتها كيف كان يملك موهبة وعبقرية في التعامل مع الموازنات والأرقام، فضلاً عن شخصيته القوية وقراراته الحاسمة.. نذكر للرجل مواجهته للفاسدين من الوزراء لكن لم يكن يستطيع التخلص منهم بحكم الحاكم الأعلى الفاسد فكان يضطر لأن يبذل مجهوداً أكبر لمراقبتهم ومحاولة عزلهم والقيام بأعمالهم حرصاً علي طهارة العمل، الأمر الذي جعله في النهاية وجهاً شعبياً مقبولاً لدي المواطنين، مما أوقعه في صدام مباشر مع الرئيس المخلوع انتهي بإقالته وعزله سياسياً واجتماعياً ولم يحصل الرجل علي أي منصب سياسي

أو مالي أو حتي شرفي عقاباً له والمجلس الأعلي العسكري الذي اختاره يعلم جيداً سمات وشخصية الدكتور الجنزوري من قوة الشخصية واعتزازه بكرامته وأنه صاحب قرار وحسم فلو كان يريد المجلس اختيار رجل ضعيف وبلا صلاحيات ومجرد تابع له لما اختاره. ثم هل نسي ثوار التحرير أن الدكتور عصام شرف كان من بينهم ومن اختارهم وهم أنفسهم من انقلبوا عليه فلم لا يتركون الفرصة الآن لاختيار المجلس الأعلى الذي نراه توافقاً شعبياً عليه ويكون المجلس مسئولا عن اختياره.
إن المرحلة الراهنة المقبلة لا تتحمل وجهاً جديداً يفتقر للخبرة والممارسة العملية ويضيع الوقت القصير المتبقي في معرفة السياسات والموازنات وإصلاح المعضلات الاقتصادية وهو ما يملكه الدكتور الجنزوري الذي لم تنقطع صلته بالدولة ولا بالمجتمع وأعلم شخصياً كم هو متابع ومطلع علي كل ما يجري في مصر أكثر من الوزراء الحاليين. إذن فالرجل لن يهدر وقته في الاطلاع وجمع المعلومات والتعرف علي أسرار ودهاليز الحكم التنفيذي في مصر وهو كما تعلمون أشبه بقصر التيه والرمال المتحركة القاتلة الخادعة.
لكني قد أقدم له نصيحة متواضعة بأنه يمكنه أن يجمع في وزرائه بين الخبرات الكبيرة التكنوقراطية ويضم إليها كذلك الوجوه الشابة التي تمتلك العلم والحداثة والفكر الجديد وكذلك إنشاء مجلس استشاري من فقهاء وحكماء الشأن العام في مصر في مختلف الشئون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية يكون بمثابة الناصح الأمين له.
إذن دعوا الرجل يعمل ويخطط من أجلنا ومن أجل مستقبل أفضل لعلنا نشهد علي يديه إنقاذ سفينة الوطن من الغرق المحتمل وندعو كل مواطن ثوري مخلص أن يمد له يد العون بالعمل والفكر والإنتاج.

--------

أحمد جمال بدوى
[email protected]