عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صاح الزعيم مصطفي النحاس: «لا .. لا.. يا حسن لسنا دولة كهنوتية»

تعود بي الذاكرة نحو عام 1928 حينما أنشأ أحد مدرسي وزارة المعارف بالاسماعيلية جمعية دينية أطلق عليها جمعية الاخوان المسلمين وجعل نفسه مرشداً عليها وهو الذي اطلق عليه جماعته فيما بعد بالشيخ حسن البنا.. وظلت تلك الجمعية تعمل نحو الدعوة لاحياء تراث الاسلام وتصحيح مساره..

ولما كان الشعب المصري متدينا بطبعه من آلاف السنين.. فقد أقبل علي تلك الجمعية بصدر رحب، ولما كبرت وأصبح لها المريدون.. أخذوا من الدرب الأحمر بالقاهرة مقراً له وأقاموا فيه مركزا للاخوان المسلمين.. وأقبل الشباب المتعطش إلي صحيح الدين نحو الانضمام إلي تلك الجمعية.. وظن الشيخ حسن البنا أن الزمام أصبح في يده وقرر ترشيح نفسه لعضوية مجلس النواب عن الدرب الاحمر الذي اعتبرها مفعلة.. وعلم الزعيم مصطفي النحاس باشا - حيث كان رئيساً للوزارة - بذلك في اربعينيات القرن الماضي فاستدعي حسن البنا وصاح فيه قائلاً « لا يا حسن ليست مصر دولة كهنوتية .. وعليك أن تسحب ترشيحك فورا وإلا سأقتلك» ورضخ حسن البنا لذلك وسحب ترشيحه.. وكرت الايام والشهور والسنون واستطاعت تلك الجمعية أن تجمع بين ضلوعها بعض الشباب المتعطش إلي الفضيلة. وزاد الغرور قادتهم حتي كونوا ميليشيات عسكرية وكانوا يدربونهم في صحراء اهرامات الجيزة.. ولما وجدت تلك الجمعية أن كبرت عسكرياً وماديا ومعنويا.. اتجهوا في التفكير نحو الاستيلاء علي حكم مصر.. ثم اتجهوا إلي منحدر الاغتيالات.. فبدأوا باغتيال القاضي الراحل الخازندار في حلوان لأنه أصدر حكماً في غير مصلحتهم .. وتوالت بذلك سلسلة الاغتيالات منهم النقراشي باشا في وزارة الداخلية لأنه أمر بحل جماعة الاخوان المسلمين وجاء بعده إبراهيم باشا عبد الهادي والذي كان يعرف بزعيم الطليعة في ثورة 1919 وحاولوا اغتياله اثنتين وعشرين مرة.. ثم قامت حركة الجيش في 23 يوليو التي انضم إليها الشعب وأصبحت فيما بعد ثورة يوليو.. وحاولوا القفز عليها ورفض جمال عبد الناصر ذلك.. فما كان منهم إلا أن حاولوا اغتياله عام 1954 في المنشية بالاسكندرية أثناء إلقائه خطابه.. الامر الذي طالب الشعب بإلغاء تلك الجمعية.. وقد كان.. ثم جمعوا صفوفهم في سرية تامة لانهم لا يعبثون الا في الظلام.. ورحل الزعيم عبد الناصر وجاء بعده الزعيم العظيم أنور السادات فأعطاهم جزءاً من الامان فانبثقت من صفوفهم بعض الشعب الاخري لجماعة التكفير والهجرة واغتالوا المرحوم الشيخ الذهبي كما فاضت من رحمهم المذاهب الاخري كالسلفيين وخلافه.. ثم

اغتالوا زعيم مصر صاحب الانتصار العظيم في 6 اكتوبر 1973.. واصبحنا نري علي الساحة الان الاخوان المسلمين.. والسلفيين والذين يرتادون الجلابيب القصيرة المطلقين للحاهم بضعة أمتار ليتباهوا بها أمام الناس.. وذهب النظام السابق في مصر.. فخرجوا من جحورهم كالخفافيش التي كانت لا تظهر الا في الليل واعلنوا خوضهم انتخابات مجلس الشعب ظنا منهم أن يستولوا علي حكم مصر.. وأنا اتساءل .. هل من المعقول أن يكون منهم رئيس وزراء يرتدي جلبابا قصيرا ولحيته كثيفة أو وزير خارجية يرتدي نفس الزي ويذهب إلي المحافل الدولية ويتكلم باسم مصر.. ويعقد الاتفاقات الانسانية والمعاهدات الدولية وكل ثقافته تحت الجلباب القصير واللحية الكثيفة.. وهؤلاء لا يعرفون من الدين الاسلامي الحنيف الا مظهره لا جوهره.. ويفسرون الآيات القرآنية والاحاديث النبوية لمصالحهم الشخصية فقط وتحضرني الذاكرة حينما جاء أحد المسلمين إلي شيخ سلفي يدعي معرفته ببواطن أمور الدين سائلاً له «ما رأيك يا شيخ في جدار بيت.. بال عليه كلب.. وما حكم الدين في ذلك.. فتمطع الشيخ السلفي قائلاً له.. «لابد أن يهدم الجدار ويبني سبع مرات.. فقال له السائل إن هذا الجدار هو جدار بيتك.. فرد عليه الشيخ السلفي العارف بالدين قائلاً له «بل قليل من الماء يطهره» هذا هو فكر السلفيين ومن قبلهم الاخوان المسلمون.. ولولا المساحة الممنوحة لي في الجريدة لكتبت امثال مضحكة كثيرة عما يحدث في ساحة الاخوان والسلفيين.. فهل من المعقولا أن تسمح لهم مصر بأن يحكموها.. أظن لا.. لأن في مصر عقولاً رتيبة وأذهانا متفتحة..
ولك الله يا مصر وللحديث بقية..

----------
رشاد بدور
عضو الهيئة الوفدية