رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفقراء يمتنعون!

لن ينصلح حال التعليم في مصر إلا إذا تساوت النظرة إلى كل المدارس والمعاهد والجامعات.. لا فرق بين حكومية وخاصة ومتميزة كما كان الحال قبل نحو ستين عاماً، ولا يقبل أي عقل أو منطق الحجة التي تقول إن انشاء مدارس أو جامعات خاصة بمصروفات سوف يخفف العبء على المدارس والجامعات المصرية الحكومية،

لأن من يقولون هذا الرأي يغمضون اعينهم عن مشهد مأساوي يعاني فيه آلاف الطلبة المتفوقين بالثانوية العامة الذين قد يحصلون مثلاً على 95٪ من مجموع الدرجات ولن يستطيعوا دخول كلية الطب، بينما سوف يدخلها زملاء لهم كانوا يجلسون الى جوارهم بالفصول الدراسية وحصلوا على 80٪ فقط لأن آباءهم الأثرياء ألحقوهم بجامعة بمصروفات.
إنه تعظيم لدور المال في حد ذاته وتقليل من شأن الكفاءة والنبوغ، وإشعال للهيب الفرقة ومشاعر الإحباط لدى غالبية الشعب المصري وأغلبهم من محدودي الدخل.. كما أنه لا يمكن القبول بالمنطق الذي يقول انه إذا لم يجد ابن الأكابر مقعداً له في جامعة مصرية بالداخل فكيف نرضى بنفي المحروس عن أعين والديه ليقاسي من آلام الغربة وتتكلف الدولة العملة الصعبة.
وللرد على هذا المنطق المغلوط أقول إن السفر إلى الخارج ليس كله معاناة، فقد أفاد من هذه الغربة مئات من النوابغ والعلماء والمفكرين، وعادوا الى بلادهم يساهمون في

بنائها بعدما اكتسبوا من خبرات وتعليم بالخارج برغم ذهابهم إلى هناك احتراماً لقوانين ولوائح بلادهم التي كانت تحتم على الجميع عدم تفضيل مواطن على مواطن إلا بالكفاءة وبمجموع الدرجات.
أما المال المشروط الذي قد يدفعه بعض رجال الأعمال للمساهمة في إنشاء مدارس أو جامعات بشرط التحاق أولادهم بها، فينبغي إن كان هؤلاء الرجال صادقين أن يتبرعوا به لانشاء المزيد من المدارس والجامعات الحكومية دون قيد أو شرط اللهم إلا تحديث هذه المدارس والجامعات لتتناسب مع مكانة مصر العظيمة أم الحضارات كي تصبح معاهد العمل من اجل الجميع.. للفقراء والأغنياء دون تفرقة.. والفيصل هو مجموع الدرجات وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
بعد ثورة 25 يناير ينبغي إعادة النظر في منظومة التعليم ككل حتي لا يكون التعليم مقصوراً على من يملك المال، ويكون الفقير ممتنعاً عليه فقط لأنه لا يملك المال.