رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ورفعنا العلم .. تحيا مصر

رفعنا العلم فوق الساري العملاق الطول الذي تم تشييده في فضاء. نادي شباب الجزيرة وإقامته بالمخالفة القانونية للتخطيط العمراني الذي يحظر البناء في تلك المنطقة.. هذا هو الخبر الذي أذاعته إحدي المحطات الرسمية عن طريق مهندس في هيئة التخطيط العمراني لكن لا أحد من المسئولين

أعلن أو علق علي هذا التصريح نفيا أو تأييدا أوتعليلا لماذا هذا المكان؟! أيضا فكرة الساري العملاق الذي سوف يسجل في موسوعة چينيس العالمية فكرة تتعلق بمفهوم الانتماء لهذا الوطن وكذلك النصر في ثورة 25 يناير ضد نظام فاسد وحكم ديكتاتوري أساء الي الوطن ودمر الكثير من مقدرات هذا الشعب العظيم ومع كل التقدير للساري واحتفالية العلم الذي تم رفعه في آخر أيام شهر أكتوبر العظيم تيمنا بنصر 6 أكتوبر فإن منظرالساري والعلم لا يهدف لأي انتماء ولا جمال ولا فخر لأسباب عديدة:
أولا: أن ينام في هذا المكان الرحيب الفضائي ساري يناطح في طوله برج الجزيرة أحد إنجازات ثورة يوليو 1952 فإنه ليفتقر لآي الجمال والتصميم المعماري الذي يتلاءم ويتناغم مع المشهد والمنظر ومن ثم فإنه معماريا  وجماليا لا يحقق الهدف من كونه أحد منجزات ثورة يناير.
ثانيا: إذا كان خبر إقامته في هذا المكان بالمخالفة القانونية صحيح فإن هذا نذير شؤم وخطر علي الثورة المصرية وعلي سيادة القانون وعلي فكرة إن الدولة المصرية لم تعد تعير القانون اهتماما، وبالتالي فإن البناء علي الأراضي الزراعية يصبح حقا مشروعا ولا مكان للقانون حيث يشكو المحافظون جميعا من ضياع الأرض الزراعية وأنهم مكتوفو الأيدي مقيدو السلطة أمام جحافل المعتدين علي الأراضي الزراعية بناء وتدميرا للتربة وللثروة وللغذاء وللاقتصاد المصري ولا مجيب من شرطة تخشي الشعب وسلاحه وقوته أو شرطة عسكرية أو جيش أنهكت قواه في مطاردات وتأمين ومظاهرات ومصادمات مع الثوار والشباب والقوي السياسية والجمعيات والحركات السياسية، ومن ثم فإن الجيش وقوته لم تعد قادرة علي تنفيذ القانون، وبالتالي لا محاكمة عسكرية ولا محاكمة مدنية لأن المحاكم مغلقة بأمرالقضاة والجنازير تلف أسوارها والمحامين ثائرون غاضبون رافضون للقضاء والجميع في حالة أقرب الي الجنون الهيستيري.. فما هي أهمية  لساري يقام بالمخالفة لقانون بناء؟!
ثالثا: جحم العلم ونوعيته ضعيفة وفقيرة جدا بالنسبة الي حجم الساري فيكاد العلم لا يري خاصة إذا كانت هناك رياح وعواصف فالتصميم غير فني أو هندسي معماري في المقام الأول لأن الممول لهذا الصرح هو أحد البنوك الاستثمارية ومن ثم فإن مشهد الساري والعلم الصغير جدا فوقه يقلل من مكانة الدولة وقيمة الوطن ورمزه الذي لا يكاد أن تلاحظه الأعين أو حتي النظارات المكبرة.
رابعا: هل مفهوم الانتماء ينحصر في ساري وعلم واحتفالية وغناء وطبل وزمر وعلي الجانب الآخر من الساري كوبري يسمي 6 أكتوبر يربط

أحياء مصر ومحافظتيها القاهرة والجيزة ويمتد عشرات الكيلو مترات وسط النيل والعاصمة في شموخ وإباء لكن أبناء مصر لا يألون جهدا في تدميره وتكسير عظامه وتحطيم أسفلته ورصيفه لدرجة أن الفواصل المعدنية تنذر بكارثة هبوط أو انقسام أرضي، فما بالك بالدراجات والموتوسيكلات وقد اتخذت من الرصيف مسارا معتمدا رغم أنف كل القوانين والأمن والسلامة، أما الأتوبيسات والميكروباصات فقد اعتلت الكوبري في تحد لسنين مضت منعت مرور أي أتوبيس غير سياحي أوميكروباص، أونقل أعلي الكوبري ومن ثم فإنه بمناسبة الثورة والانتماء وحب هذا الوطن وتحية لذلك العلم الذي يرفرف في خجل وأسي فوق الساري المقام بالمخالفة القانونية فإن أبناء مصر يتكومون ويتكدسون أعلي الكوبري وعساكر المرور وضباطه يؤدون لهم التحية ولا يقومون تجاههم بأي سلوك قد يعكر صفو السادة السائقين ويكدر مزاجهم، ومن هنا فالجميع ينتمي لمصر ويشعر بالولاء للعلم وأن هذا الكوبري الذي يوشك علي الانهيار هو كوبري الحكومة والنظام وليس هو كوبري الشعب.
أخيرا: العلم والانتماء يعني أن نؤكد ونكرر في الإعلام وفي المدرسة وفي الأسرة وبالقانون ولا شيء غير القانون أن هذا الوطن وهذا الكوبري ورصيفه وهذا الشارع وتلك الأرض الزراعية وهذا النيل العظيم وتلك عربة الأتويس أو القطار وهات اسطوانة البوتاجاز والبنزين وغيرها كلها ملك لنا وليست ملكا لنظام ولي أو حكومة تقف في صراع ضد الشعب وإنما هي حكومة تدير أموال وأملاك المواطن المصري وتصلح أمور حياته وأحواله بالدستور والقانون الذي لا يفرق بين ابن قاض حاصل علي مقبول فيصبح وكيلا للنيابة أو ابن فلاح حاصل علي امتياز فيصبح نائبا في البرلمان أو مجرد عاطل يبحث عن وظيفة.. فلتحيا مصر بداخل كل مصري معني وقولا وفعلا وليس مجرد بحبك يا مصر صباحا وأكسر أوصالك وشوارعك وأرضك ومواردك ظهرا ثم أخطفك ليلا.. وتحيا مصر