رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منصور عيسوى.. «مارون جلاسيه»!

8 شهور مضت على جلوس اللواء منصور عيسوى على عرش وزارة الداخلية، 140 يوماً كاملاً لم يغادر الوزير خلالها مكتبه إلا لحضور اجتماعات مجلس الوزراء أو المجلس العسكري أو لإجراء حوار تليفزيوني في إحدى الفضائيات، ولم نسمع عن أي من جولاته الميدانية لمديرية أمن أو لمصلحة السجون أو حتى لقسم  شرطة.

وكانت النتيجة الطبيعية فشل الوزير في تحجيم الفساد الذي استشرى داخل الوزارة خلال السنوات الماضية، وطال قطاعاتها، ووصلت الملهاة قمتها في اليوم الذي أصدر فيه مدونة سلوك واخلاقيات الشرطة ففي ذات الوقت قتل اثنان من ضباط عيسوى شاباً في الطريق العام بالشيخ زايد.
ولأن عيسوى متعه الله بالصحة والعافية تجاوز السبعين ربيعاً لم يعد قادراً على إدارة وزارة بحجم الداخلية، ولا القضاء على  الفساد الذي عشش فيها، الشرطة مازالت متقاعسة عن أداء دورها، حتي الادارات التي لم تصطدم بالمواطنين أثناء الثورة مازالت هى الأخرى بلا عمل، فكانت النتيجة حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني وسيطر البلطجية على الشوارع حتي أصبح الكلام عن خطف السيدات وقتل الأطفال وسرقة السيارات والممتلكات شيئا عادياً، وكأن الثورة قامت في ميدان التحرير ولم تصل إلى لاظوغلي، وجاءت طريقة اختيار الطلاب الجدد بأكاديمية الشرطة لتثبت أن هذه الأكاديمية مازالت تحمل اسم أكاديمية مبارك، فمازالت قوانين عهد مبارك تحكم اختيار الطلاب وظلت الرشوة هى الباب السحري للالتحاق بها، وأن الهيئة الموقرة لم تأت بأفضل العناصر كما توقعنا تماماً كما

كان يحدث في عهد «العادلي» الذي لاتزال الوزارة تدار بنفس فكره رغم ما سمعناه من تصريحات وحوارات عن طرق وأساليب جديدة في اختيار الطلاب الجدد بالاكاديمية، إلا أننا فوجئنا بأنه مجرد كلام في الهوا ومحاولة لابعادنا عن الواقع المؤلم، فالواسطة والمحسوبية لهما اليد العليا في اختيار «دفعة» ما بعد الثورة.. وإلا لماذا تأخر اعلان النتيجة لأكثر من أسبوعين، ولماذا تلقى مكتب النائب العام كل هذه البلاغات التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك التلاعب في نتيجة القبول المعدة سلفاً وأن الاختبارات مجرد ديكور للضحك علي أولياء الأمور.
حلمنا كثيراً بالشفافية والنزاهة وقطع داء الفساد.. واصطدمنا بواقع الوزير «منصور» الذي لم ينتصر أبداً، واكتشفنا أن الرجل أمد الله في عمره متردد وغير قادر على الوفاء بعهوده وعاجز عن تنفيذ تصريحاته، وإذا كان الدكتور يحيى الجمل قد وصف عصام شرف رئيس وزراء مصر بأنه «زي البسكوتة» فإن وزير الداخلية منصور عيسوى «مارون جلاسيه» انتهت صلاحيته.