عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وزير الأوقاف والبابا.. والجمعة القادمة

بالأمس كنت أستذكر درساً في مادة الجغرافيا مع ابنتي بالمرحلة الابتدائية، وكان الدرس يتحدث بالشكل الروتيني المعهود عن ميزة الموقع الجغرافي لمصر.. دققت النظر من جديد في خريطة الكرة الأرضية الواقعة أمامي وتحسرت علي أن بلدا في هذا الموقع كان يجب أن يكون اليوم في مستوي دول مثل ألمانيا أو سويسرا أو فرنسا.

. فكل مظهر فيها من مظاهر الخير والتنمية كان يكفي بمفرده أن يسبب فائضا في موازنة الدولة.
فإذا جعلنا من قناة السويس مركزا لوجستيا عالميا لغطت القناة بمفردها ميزانية مصر، أو إذا اعتبرنا أن مياه النيل والشمس والأرض هي المورد الوحيد للثروة مع استخدام وسائل الري الحديث والتوسع الأفقي عبر الصحراء الشمالية من سيناء الي مطروح وما يستتبع الزراعة من إنتاج للثروة الحيوانية وجعل الطاقة الشمسية موردا مهما للطاقة لأمكن من خلال الزراعة فقط تغطية ميزانية مصر.
أو إذا غضضنا النظر عن الموردين السابقين واعتبرنا أن مصر لا تمتلك غير الآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية لاستطاع دخل الزائرين للمناطق الأثرية تغطية ميزانية مصر بشرط أن تقوم الدولة مع لجان شعبية وخبراء بتهيئة المناخ العام في مصر لرفع أعداد الزائرين لمصر من 15 مليونا الي 50 مليون زائر علي الأقل، وتهيئة المناخ العام يتم عن طريق تنظيف مصر من القمامة من شمالها الي جنوبها وعمل توعية قومية شاملة لدي المصريين عامة والمتعاملين مع السائحين خاصة بأهمية أن نحسن معاملة هؤلاء الضيوف واعتبار أنهم جزء مهم من الثروة القومية، فما بالنا لو اجتمعت كل هذه الدخول بشكل علمي ومرشد هل يمكن أن تصبح مصر في فترة وجيزة في مستوي ألمانيا أو سويسرا أو فرنسا!! بكل تأكيد نعم.. وأول شرط لذلك أن يعيش المصريون مسلمين ومسيحيين، حاضرهم ومستقبلهم كما عاش آباؤهم ماضيهم القريب، رجولة ووطنية وتسامحاً وانصهاراً.. الدين لله والوطن للجميع.. فمصر العظيمة المتدينة المتسامحة ليس فيها مكان لهدام أو نمام أو همجي أو متعصب.
ولم أجد أفضل من المقالة الرصينة للدكتورة استشهاد حسن البنا ابنة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الصادرة بجريدة «صوت الأمة» بتاريخ 26/3/2011 لتكون موضوع خطبة في المساجد والكنائس والشوارع والميادين.. والتي أعدت قراءتها بالأمس مصادفة عندما كنت أنظر الي خريطة مصر وموقعها الجغرافي حيث لم أر سبيلا لنهضة مصر إلا بحزمة

من القيم.
أولها قيمة الإخلاص والانصهار والتجرد بين المصري وأخيه المصري في إطار الإيمان الحقيقي بالله فمن ضمن ما ذكرت الدكتورة استشهاد حسن البنا:
(وعندما ألف الإخوان لجنة استشارية للاستئناس برأيها في ضبط سياستها كان من أعضائها الاستاذ وهيب دوس من كبار المحامين وعندما رشح الأستاذ البنا وبعض الإخوان أنفسهم في الانتخابات البرلمانية كان بعض وكلائهم في اللجان الانتخابية من الأقباط، كما أوردت النص القرآني الصريح الواضح الذي لا يحتمل لبسا ولا غموضاً «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» - سورة الممتحنة - وتساءلت: وهل يريد الناس أصرح من هذا النص!! إن هذا النص لم يشتمل علي الحماية فقط بل أوصي بالبر والإحسان إليهم).
كما لم يتوان السيد برتي ونيس عبدالملك رئيس مدينة قويسنا في عام 1960 عن تخصيص مبني محكمة قديم لصديقه الشيخ إبراهيم عبدالهادي وهو عم والدتي وأحد علماء الأزهر الشريف لتحويله إلي معهد ديني كما قام بجمع التبرعات معه لترميم المبني وتحويله إلي معهد.
كما أعاد الدكتور محمود السقا بمقالته الرائعة بجريدة «الوفد» بتاريخ 19 أكتوبر الجاري تحت عنوان: «محمد والمسيح معا.. علي الطريق» تذكيرنا بكتاب الراحل الكبير الأستاذ خالد محمد خالد «من أين نبدأ».
جميع من وردت أسماؤهم في هذا المكان من المسلمين والمسيحيين أحبوا مصر وأحب بعضهم بعضا وأحب كل منهم دينه وأخلص له وكان ذلك هو سبب الاستقامة.
إنه إذاً عصر الرجال.. ارحموا مصر يرحمكم الله.