رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اصلاح التعليم... مسئولية سياسية

استمراراً لعطاء المصريين فى الخارج فقد عقدوا حلقة نقاشية فى بيت الأمة حول رؤاهم ومقترحاتهم لإصلاح التعليم وكان لى شرف إدارة الحوار فى هذه الحلقة الثرية بمتحدثيها والغنية بأفكارها و قادنا هذا النقاش الدسم إلى ضرورة الاسراع ببلورة هذه الأفكار معاً و اضافتها إلى مخزون الأفكار و الرؤى لدينا ليكون ذلك أساساً لتصميم استراتيجية متكاملة للتعليم من أجل انهاض مصر. و تعهدنا بأن ننجزها فى وقت قريب ثم نعرضها لحوار موسع بين المهتمين قبل أن يعتمدها حزب الوفد استراتيجية له فى مجال التعليم.

فاجأنى أحد الحضور بأن عقد هذه الندوة فى بيت حزب سياسى وبدعوة من رئيسه يأتى خارج السياق المألوف فاهتمامات الأحزاب الأولى بالرعاية هى الانتخــابات والترشيحات و الدستور ومراقبة التصويت ونزاهة العملية الانتخابية ، و ليس من المألوف أن يتصدى الحزب السياسى لعقد ندوة عن التعليم .
والرأى عندى أن التعليم هو مفتـاح رئيسى فى كل مناحى الحــــياة السيــاسية والاجتماعية والاقتصادية بل والتكنولوجية وقد تدهور التعليم بشدة حين أهمله السياسيون واكتفوا برفع أو بترديد شعار مجانية التعليم معتبرين أنهم بذلك خلصوا ضمائرهم ونهضوا بواجبهم . يخطئ السياسى أيما خطأ إذا تصور أن التعليم يجب أن يترك لرجاله وأن التربويين هم أدرى الناس بمتطلباته و مشكلاته ، وقد كان هذا التصور الخاطئ سبباً هاماً فى تخبط السياسة التعليمية وتراجع الميزانية المخصصة للتعليم وانشغال الحكومة عن أوليات الحكم و الأخطر هو ضياع الرؤية الاستراتيجية للتعليم كعامل رئيسى فى مشروع النهضة .
ترتب على هذا الإهمال السياسى للتعليم أن أصبحت حياة التربويين ضبابية فلا يرون كثيراً أبعد من الوضع الراهن والمشكلات الآنية وتفاصيل العملية التعليمية دون اهتمام ببلورة الرؤية المستقبلية والرسالة السامية للتعليم فى حياة الأمة، ومن مؤشرات هذا الوضع المعيب أن زاد الاهتمام بالامتحانات على حساب التحصيل واحتلت الثانوية العامة صدارة المشهد التعليمى ومثلها موضــوع طباعة الكتب وتأخير وصـــول الكتب و الدروس الخصوصية و مرتبات العاملين و الكادر وسنينه .
أى حزب سياسى (وأى حكومة مسئولة ) يتعين عليه أن يضع ويتبنى استراتيجية واضحة ومعلنة للتعليم، ولا

يترك الأمور للظـــروف وضغوط الوقـــــت و تلاحق الأزمات فيجد نفسه فى النهاية مشغولاً بإطفاء الحـرائق وفض الاعتصـــامات وإعطاء المسكنات .
التعليم إذن مسئولية سياسية فى المقام الأول، لأنه هو الذى سيعد لنا المواطن المؤهل و المسئول والمشارك، هذا المواطن بتأهيله السليم سيكون قـــادراً على البناء، وهذا المواطن المسئول سيكون متمسكاً بمتطلبات النهوض بمسئوليته أينما كان ، وهذا المواطن المشارك هو الذى سيحرص على الانضمام لصنع الواقع السياسى وصياغة المستقبل فتتراجع السلبية والاتكالية والطفيلية ، ولن يقبل أبداً أن تزيف إرادته أو تسلب حريته أو تمتهن كرامته.
وإذا كان إصلاح مكونات التعليم ممكناً، وتنمية حوافز المعلمين أيضاً ممكناً فسوف يبقى عنصر حاكم وهو المسئولية السياسية عن التعليم والرقابة السياسية على التعليم. على كل حزب سياسى أن يحدد وبوضوح سياسة الحزب فى التعليم للإجابة عن كل التساؤلات مثل : فلسفة التعليم وأهدافه، حدود مجانية التعليم، تنمية الابداع ، تكريم التميز، رعاية الفائقين، تنمية البحث العلمى، لا مركزية الاشراف والمتابعة ، كرامة المعلم ، التعلم من بعد، نسبة الملتحقين بالتعليم العالى، نوعيات التعليم ، دور القطاع الخاص ، ضوابط التعليم الأجنبى ، ميزانية التعليم ، مصادر التمويل ، حوافز التعليم ، و ألف قضية وقضية. لا يجب أن نترك القضايا التعليمية ليفصل فيها المسئول فإذا تغير المسئول تغيرت الاجابة وتغيرت السياسة .

يا أحزاب مصر .. التعليم مسئولية سياسية