رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصويت المصريين بالخارج قناع زائف لغرض خبيث

> فى خضم موضوعات الحوار المجتمعى المتنوعة التى تشدها مصر منذ أحداث يناير وحتى الآن، يبرز موضوع فى غاية الأهمية، يتعين مناقشته والفصل فيه بقدر كبير من الهدوء والموضوعية، ليس لتأثيره على مستقبل الحياة السياسية فحسب، ولكن لارتباطه أيضاً باعتبارات الأمن القومى ومقتضياته، هذا هو موضوع تصويت المصريين المقيمين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

> وبادئ ذى بدء، وبنظرة عامة على المشهد السياسى، نستطيع أن نلحظ أن ذلك الموضوع يُثار ويظهر بشكل مفاجئ فى أوقات معينة، ويعود ليخبت ويكمن فى أوقات أخرى، وإن هذه الأوقات وتلك تتعاصر مع حالة بزوغ أو أفول نجم أشخاص بعينهم من بين المرشحين المحتملين للرئاسة، كما نلاحظ أن طرح الموضوع للحوار عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية دائماً ما يكون من طرف واحد وعلى نغمة واحدة تثير المشاعر العاطفية وترسخ لقبول الفكرة، وهى نغمة حق المصريين فى الخارج ومساواتهم بإخوانهم فى الداخل فى مباشرة حقوقهم السياسية!
> وفى ظنى أن إثارة وطرح ومناقشة الموضوع على هذه الوتيرة فقط، ولأول مرة فى التاريخ السياسى المصرى، إنما يثير كثيراً من الشكوك بأن القصد هو تقنين تزوير مستحدث لصالح مرشح بعينه قد يكون مدعوماً بقوى خارجية، أو مرتبطاً بها أيديولوجياً.
> وشرحاً لذلك، وتأكيداً لرفض الفكرة، نوضح الآتى:
(1) أن الدفاع عن أى حق دستورى للمصريين سواء بالداخل أو الخارج، لا يكون مستساغاً إلا عند المساس بهذا الحق سلباً أو انتقاصاً، وبالتالى فإذا كان حق الانتخاب مكفولاً للجميع فلا محل إذن للحديث من هذا الجانب.
(2) إن أى مصرى بالخارج، يريد المشاركة فى البناء السياسى لبلده، بوازع من ضميره ووطنيته المخلصة، لن يتوانى  عن الحضور لوطنه والإدلاء بصوته فى صناديق الاقتراع، وفقاً للآلية القانونية التى

ستحكم الجميع والمناخ العام الذى سيعايشه سائر المصريين، ويمكن للدولة فقط أن تيسر له الحضور بتخفيض فى تذاكر السفر أو تكاليف الإقامة أو ما إلى ذلك.
(3) لا يوجد حصر دقيق لكل المصريين المقيمين بالخارج، وأماكن إقامتهم تحديداً، والمعلومات المسجلة التى تفيد بتوافر شروط مباشرة الحق فى الانتخاب فى كل منهم، وبالتالى يصبح فتح الباب لهم عشوائياً للإدلاء بأصواتهم من محل إقامتهم، ومهما كانت وسيلتهم فى ذلك، بمثابة إشارة خضراء لتزوير عدد الأصوات الحاصل عليها مرشح بعينه، تتوافر له قدرات تكنولوجية مميزة وصلات خارجية خاصة.
(4) كما أن فتح ذلك الباب، يستوجب بالضرورة فرض نظام الإشراف وضماناته الذى سيتبع داخل الوطن، على عمليات الاقتراع ذاتها، التى سيتم إجراؤها فى الخارج، والتى يجب أيضاً أن تشمل كل بلدان العالم، حتى ولو كان عدد المصريين المقيمين بأى منها لا يزيد على فرد واحد، وهو أمر يستحيل تنفيذه من جميع الوجوه.
(5) إن السماح للمصريين المقيمين بالخارج بالإدلاء بأصواتهم من محال إقامتهم، إنما يشبه الزواج بالمراسلة، فلا الناخب يستطيع الإحساس بمرشحه وتقييم عطائه ولا المرشح بقادر على أن يجوب بلدان العالم للتواصل مع ناخبيه.