رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جماعة الإخوان المسلمين والحركة الليبرالية 1928 - 1952

بعد قيام ثورة 1919 وكانت الحركة الوطنية في مصر بلغت قيمتها وبريطانيا العظمى التي تحتل مصر منذ عام 1992 خرجت منتصرة من الحرب العظمى 1918 وانهيار الخلافة العثمانية وطالب زعماء الحركة بمصر بسفر وفد مصري الى باريس للمطالبة باستقلال مصر وجلاء بريطانيا عن اراضيها.

وعقب نجاح الثورة بقيادة سعد زغلول باشا وتحول حاكم مصر من سلطان الى ملك واعلان دستور 1923 ونجاح حزب الوفد في تشكيل اول وزارة برلمانية بعد اكتساحه الانتخابات النيابية اغتيل السردار 1924 واستقال سعد باشا وأصبح رئيسا لمجلس النواب وتوفى سعد باشا في عام 1927 وانتخب حزب الوفد مصطفى النحاس باشا القاضي السابق الذي نفى مع سعد باشا خليفة لسعد في زعامة الحزب الذي هو بحق حزب الأمة كلها.

في عام 1928 أنشأ حسن البنا جماعة الاخوان المسلمين في مدينة الاسماعيلية والتي سرعان ما انتشرت في ارجاء مصر المحروسة لما للدين الاسلامي من بذور عميقة في نفوس المصريين ولكن الدعوى الدينية للجماعة لم تكن تشكل تهديداً لشعبية الوفد وسط الجماهير ولكن الوفد كان يتعرض لضربات موجعة سياسية من الملك فؤاد واعوانه مثل وقف العمل بدستور 1923 واعلان دستور 1930 وتزييف الانتخابات النيابية والتعسف مع موظفي الحكومة الوفديين ولكن الشعب المصري وقتها وخاصة شباب المدارس والجامعات كانوا وطنيين وسياسيين حتي النخاع وقام الطلبة بثورة شاملة عام 1935 التي سقط فيها ثلاثة شهداء من الطلبة وكانت جنازتهم ثورة جماهيرية شاملة شلت الحركة في القاهرة والدولة وأعادت دستور 1923 وأعادت حكومة الوفد وعودة المفاوضات مع بريطانيا التي ادت الي معاهدة 1936 التي اخرجت القوات البريطانية من القاهرة وتمركزها في منطقة القنال وإلغاء الامتيازات الأجنبية والوعد بالجلاء التام في خلال عشرين عاماً من تاريخ المعاهدة وطوال هذه المدة كانت هناك أحزاب اخرى مناوئة للوفد مثل الأحرار الدستوريين والحزب الوطني وكلها كان بها كوادر سياسية قوية مثل اسماعيل صدقي باشا السياسي الداهية والعبقري الاقتصادي ومحمد باشا محمود هيل باشا وغيرهم ولكن كانوا بدون شعبية وكان شعب مصر كله وفدياً.

بعد معاهدة 1936 حدث أكبر انشقاق في حزب الوفد بخروج احمد ماهر باشا والنقراشي باشا وابراهيم باشا عبد الهادي ومعهم نخبة سياسية قوية مثل محمود عباس العقاد وشكلوا حزب السعديين وحتي بعد خروج مكرم عبيد باشا عن الوفد وتشكيله حزب الكتلة الوفدية كل هذا لم يضعف حزب الوفد ولا شعبيته الجارفة وسط الشعب المصري.

طوال هذه الحقبة تنامت قوة الاخوان وبدأ نشاطهم يزيد في الشارع المصري والجامعات وشكلوا ميليشيات عسكرية تدربت على أيدي ضباط من الجيش مثل جمال عبد الناصر ورفاقه الذين اقسموا البيعة لحسن البنا وبدأ الجهاز السري للإخوان يفجر قنابل وسط البلد في المحلات التي يملكها اجانب ودور السينما ويقوم

باغتيال شخصيات مثل المستشار الخازندار الذي كان يرأس محكمة بعض من الجماعة وايضا اغتالوا حكمدار العاصمة سليم باشا زكي الذي اغتيل نهاراً في شارع قصر العيني على يد طالب في كلية الطب اخواني ثم مقتل احمدماهر باشا في بهو مجلس النواب وجاء قرار حل الجماعة على يد النقراشي باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتها وهذا القرار ادى الى اغتياله داخل وزارة الداخلية ثم محاولة اغتيال خليفته في رئاسة الوزارة ابراهيم عبد الهادي باشا مرتين الذي قام باعتقال آلاف من اعضاء الجماعة وتم اغتيال الشيخ حسن البنا امام جمعية الشبان المسلمين واتهم الاخوان عبد الهادي باشا بتدبير اغتيال حسن البنا بواسطة رجال القسم السياسي بالداخلية وكان قبلها قد تم اغتيال أمين عثمان وزير المالية الوفدي على سلم وزارة المالية بواسطة جماعة حسين توفيق.

وقامت حرب فلسطين 1948 وذهبت كتائب مجاهدي الاخوان وأظهرت بطولات ضد عصابة الصهاينة واختير المستشار حسن الهضيبي خليفة لحسن البنا كمرشد عام للجماعة واختتمت هذه الحقبة بحريق القاهرة ولم يعرف الجاني الحقيقي حتي الآن ووجهت اصابع الاتهام تارة الى الاخوان وإلى حزب مصر الفتاة وحتي تنظيم الضباط الأحرار وعلم الملك فاروق يومها أن عهده قد انتهى ومع ذلك أقال حكومة حزب الوفد المنتخب بأغلبية كاسحة وظل الوفد حزب الشعب الكاسح وظلت جماعة الاخوان غير معروفة المعالم هل هي دعوة دينية أم جماعة سياسية تسعى الى الحكم بواسطة الدعوة الدينية وبرغم استخدامها العنف والاغتيالات والقنابل لم تقرب من الملك ومن النحاس باشا وجاءت فرصتها الذهبية الحقيقية عندما علمت من رجالها داخل تنظيم الضباط الأحرار بميعاد الانقلاب واعتقدوا حقيقة أن رجال يوليو هم رجالهم واعتمد عليهم عبد الناصر للتخلص من حزب الوفد واعتمد الاخوان على العسكر للتخلص من النحاس باشا والتخلص من الوفد وللحديث بقية.

hassan_s_eltouny@hotmail.com