رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : أين الرقابة على مستشفى 57357؟!

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

نواصل الحديث عن المهازل التى تحدث داخل مستشفى «57357» التى تناولها الكاتب وحيد حامد، ومن قبله الزميل أسامة داود، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، ولحرصى الشديد على الوصول إلى الحقائق فى هذا الشأن طلبت من زميلنا ممدوح دسوقى أن يجرى اتصالاً مع الدكتور شريف أبوالنجا، مدير المستشفى، للرد على كل ما ورد من اتهامات للمستشفى الذى تم وصفه بالتكية.. وكانت إجابة «أبوالنجا»، أنه لن يرد على أحد، وعقَّب قائلاً، هل فساد مصر فى مستشفى «57357» حتى تتحدث عنه الصحافة، ويفرد له صفحات، وقال إن ما يحدث هو عملية اغتيال معنوى لأسباب شخصية، وهذه مواضيع أخرى ونحن «قدها وقدود».. وكنت أتمنى على الدكتور أبوالنجا أن يرد لدرء الشبهات عن هذا الصرح الطبى، وسأكتفى فى هذا الشأن بما قاله الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، والذى طالب إدارة المستشفى بالرد على كل الاتهامات، خاصة أنه مثل كثير من المصريين الوطنيين هالته الأرقام التى وردت فى حديث وحيد حامد وأسامة داود. ربما أن إدارة المستشفى ترفض الرد أو التعليق أو نفى هذه الاتهامات الموجهة إليها، فإنَّ جابر نصار ونتفق معه فى هذا الشأن يرى أن كل ما ورد صحيح، وهذا ما كنا نريد ألا يكون.

نعلم أن هناك تحقيقات تجريها النيابة العامة فى البلاغات المقدمة ضد إدارة المستشفى بتهمة إهدار المال العام، وكل ما نتمناه أن تعلن فى أسرع وقت نتائج هذه التحقيقات، حفاظاً على سمعة هذا الصرح الطبى العملاق الذى يتلقى كما قلت، أمس، أموالاً كثيرة تبرعات من مصر وجميع دول العالم، على اعتبار أن هذا الصرح يهتم بعلاج سرطان الأطفال، ولا يوجد إنسان إلا والوجع يدخل قلبه لأى مريض، خاصة لو كان هذا المريض طفلاً، ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن تهدر أموال العلاج فى حوافز ومكافآت للعاملين بالمستشفى، والتى بلغت خلال عام 2018 الذى لم ينته بعد حوالى «65.4» مليون جنيه، ومن موازنة تصل إلى مليار و«235» مليون جنيه، ولا يخصص منها لعلاج الأطفال كما يقول أسامة داود إلا أقل القليل، أليس هذا يعد تهريجاً ومسخرة لابد من وقفها فى التو والحال، وليس من المنطقى أيضاً أن تزيد مرتبات العاملين سنوياً بنسبة «40٪» فى حين أن زيادة الأدوية لا تتعدى «25٪»!!!

هل يعقل أن تصرف إدارة المستشفى «133» مليون جنيه إعلانات فى حين أن المستشفى يتسول التبرعات.. هناك خلل كبير وواضح لا يجب أن يمر مرور الكرام، وهذا يطرح سؤالاً مهماً ألا توجد رقابة على جمع هذه التبرعات وطريقة إنفاقها؟!.. المعروف أن المصريين يضعفون أمام ألم

طفل، فما بالنا لو كان مصاباً بالسرطان، هذا ما يجعل الناس تقتطع من قوت يومها للتبرع لهذا الصرح، فى حين أن القائمين على إدارته لهم رأى آخر فى أوجه الإنفاق، بما يتعارض تماماً مع وجع قلوب المصريين الذين يضحون بالغالى والنفيس من أجل علاج طفل مريض بالسرطان.

الذى دفعنى للدخول فى الحديث عن هذا المستشفى أن هناك اتهامات صريحة وواضحة بإهدار المال العام والفساد الواضح، والمستشفي لا يكلف خاطره بالرد على ذلك، وكل ما يشغلهم فقط أن الأمر هو «هوجة صحافة» وستهدأ الأمور، لكن غاب عن هؤلاء المسئولين عن المستشفى أن هؤلاء يلطخون سمعة مصر ليس فِى الداخل فحسب، وإنما فى كل بلاد الدنيا لأن هناك متبرعين كثيرين من بلاد كثيرة، يشعرون بألم الأطفال وتئن قلوبهم وتتوجع ما يجعلهم يتبرعون لهذا المستشفى، ولذلك لا يجب أبداً أن يترك الموضوع سرياً، بل لابد على كل من يعنيهم الأمر التدخل السريع والحاسم لكشف الحقائق كاملة، وإحالة كل المتورطين فى إهدار المال العام أو الفساد إلى التحقيق العاجل، حفاظاً على سمعة هذا الوطن.

رفض القائمين على إدارة المستشفى التعليق، يؤكد شبهة تورطهم فى ضياع أموال الأطفال المصابين بالسرطان، ألا يخجلهم ضياع هذه الأموال المخصصة لأطفال مرضى؟.. أم أن العمى والطمع أصاب الجميع لهذا الحد وتلك الدرجة من القسوة.. أكرر ندائى إلى كل من يهمه الأمر التدخل السريع، لوقف جرائم إهدار المال العام والقضاء على أى فساد قبل استفحاله.. ولدى قناعة كاملة أن الحكومة المصرية لن يهدأ لها بال حتى تصل إلى الحقيقة كاملة، أولاً للحفاظ على هذا الصرح الطبى العملاق، وثانياً لضمان استمرار تدفق تبرعات أهل الخير للمرضى، وثالثاً لأن هناك فساداً يجب اقتلاعه من جذوره.

 

[email protected]