رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاشوراء .. يوم الصدق

 

من الجميل أن يلاحقك فى اليوم العاشر من بداية عامك الهجرى الجديد ذكرى احتفال بيوم نصر، فـ" عاشوراء " هو يوم رأى فيه المؤمنون كيف أن الله يمهل الظالمين ولكنه أبداً لا يهملهم، ليبقي بعدها هذا اليوم رمزاً وتصديقاً لقوله تعالى:" إنما توعدون لصادق"(الذاريات).

يبقي عاشوراء أملاً لكل مؤمن لا زال يمسك بمنظومته القيمية، والأخلاقية مهما أدمت يده، أو أحرقت قلبه، قابض على جمرها، لا تغريه مغريات الإنفلات، أو التنازلات.

 

موعد يوم النصر، فى العاشر من أول شهر فى العام الجديد، هو أيضاً رمز تأكيد لأهمية تجديد العهد مع الله، وتثبيت اليقين بأنه صادق وعده، وعد يهزم احباطات الظلم الواقع، التى قاسها المؤمنون زمناً، وربما أزمان، ويشيع التفاؤل والمؤمنون من عام لعام فى الإنتظار: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين. وإنها لبسبيل مقيم. إن في ذلك لآية للمؤمنين} (الحجر: 75، 76، 77).

بوابة الوفد الإلكترونية تهنئ المسلمين بيوم عاشوراء، ذكرى ورمزاً ، داعين الله أن يعيد على أمتنا ذكرى عزتها وهى أشد عوداً، وأرقي حالاً.

فى فضل عاشوراء لحجة الإسلام أبى حامد الغزالى

عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عن ذلك فقالوا : إن هذا اليوم أظهر الله فيه موسى وبنى اسرائيل على قوم فرعون فنحن نصومه تعظيما له، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : "نحن أولى بموسى منكم". فأمر بصومه، وقد ورد فى فضل عاشوراء آثار كثيرة منها : أنه تيب على آدم فيه، وكان خلقه فيه، وفيه أدخل الجنة، وفيه خلق العرش والكرسى والسماوات والشمس والقمر والنجوم، وولد ابراهيم الخليل فيه، وكانت نجاته من النار فيه، وكذلك نجاة موسى ومن معه، وأغرق فرعون ومن معه فيه، و فيه ولد عيسى، و فيه رفع إلى السماء، وفيه رفع ادريس مكان عليا، وفيه استوت سفينة نوح على الجودى، وأعطى فيه سليمان الملك العظيم، واخرج يونس من بطن الحوت، ورد بصر يعقوب عليه، وأخرج يوسف من الجب، وكشف ضر أيوب، وأول مطر نزل من السماء إلى الأرض كان يوم عاشوراء، وكان صومه معروفا بين الأمم حتى قيل أنه فرض قبل رمضان ثم نسخ به. وصامه صلى الله

عليه وسلم قبل الهجرة، ولما دخل المدينة أكد طلبه حتى قال صلى الله عليه وسلم فى آخر عمره الشريف : "إن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر"، فانتقل إلى الرفيق الأعلى من عامه ولم يصم غير العاشر، لكنه رغب فيه، وفى صوم التاسع والحادى عشر بقوله صلى الله عليه وسلم : "صوموا قبله يوما وبعده يوما وخالفوا سنة اليهود". أى حيث أفردوه بالصوم.

وروى البيهقى فى شعب الإيمان: من وسع على عياله فى يوم عاشوراء وسع الله عليه فى سائر سنته. وفى رواية منكرة للطبرانى : الصدقة فيه بدرهم بسبعمائة ألف درهم. وأما حديث "من اكتحل يومه لم يرمد ذلك العام ومن اغتسل فيه لم يمرض" فموضوع، وقد صرح الحاكم بأن الإكتحال يومه بدعة، وقال ابن القيم : حديث الإكتحال وطبخ الحبوب والأدهان والتطيب يوم عاشوراء من وضع الكذابين.

واعلم أن ما أصيب به الحسين - رضى الله تعالى عنه - يوم عاشوراء انما هو الشهادة الدالة على مزيد رفعته ودرجته عند الله والحاقه بدرجات أهل بيته الطاهرين، فمن ذكر ذلك اليوم مصابه فلا ينبغى إلا بالإسترجاع امتثال للأمر، واحرازا لما رتبه تعالى بقوله : "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" . واياه ثم اياه أن يشتغل ببدع الرافضة ونحوهم من الندب والنياحة والحزن، إذ ليس ذلك من أخلاق المؤمنين، وإلا لكان يوم وفاة جده صلى الله عليه وسلم أولى بذلك وأحرى. وحسبنا الله تعالى وحده، ونعم الوكيل.