رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الدين والسياسة" بين التأييد والرفض


شهدت الأيام الماضية تواجدا مكثفا لبعض علماء ومشايخ الإسلام من التيارات السلفية وغيرها في القنوات الفضائية للإعلان عن تشكيل أحزاب سياسية والترشيح لانتخابات البرلمان القادمة بعد قرار حل مجلس الشعب بسبب ثورة 25 يناير. ودار حديث كثير من العلماء حول مشروعية اقتحام رجال الدعوة للمجال السياسي وما هي الرؤى المطروحة والأهداف المرجوة من إنشاء هذه الأحزاب واقتحام هذا الميدان الممجوج بالمشاحنات والاختلافات الفكرية، مما جعل البعض يتساءل عن رأي الدين في عمل علماء الدين بالسياسة وما تقييمه له وهل هذا يؤثر على دورهم الأساسي المتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين وأحوال العباد من عدمه.

قال الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف لـ "الوفد" إنه لامانع إطلاقا من أن يشتغل رجال الدين بالسياسة، موضحا أن السياسة لو قامت على أساس ديني لنجحت بكل المقاييس، ولكن السياسيين ينظرون إلى أعمالهم على أنها تعتمد على الخديعة والكذب وهذا أمر لايصلح .

وأوضح الأطرش أن هناك مهمة أساسية على كاهل عالم الدين، تتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لافتا إلى أن الرسول كان قدوة في القيام بمثل هذه المهمة مع قيامه في نفس الوقت ببناء الدولة الإسلامية والتخطيط لها بنجاح، مقتديا به من الصحابة أبو بكر وعمر اللذين كانا رجلي دين ورجلي سياسة اعتمدا في حياتهما على ما رسمه القرآن لهما.

وأشار إلى أن النبي اتخذ له رجالا يجمعون له الأخبار أثناء الغزوات ويتابعون له الأمور سواء كانوا من المسلمين أم من غيرهم ، لذلك فإنه لامانع إطلاقا من أن يعمل رجل الدين بالسياسة فالرسول الكريم أول من أرسى دعائم الشورى.

من جانبه، أكد الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية أن الدين ليس أداة يتم استغلالها، بل هو رسالة تحتوي علي مبادئ عليا وسامية تربي الإنسان وتجعله معمراً لا مدمراً .. تجعله مصلحا لا مفسداً، وهذا هو الموقف الأساسي في هذه القضية.

مشيرا إلى أن السياسة الحزبية التي تؤثر على آراء الناس وتفكيرهم وتؤدي إلى المشاحنات والكراهية بين العباد حرام شرعا، في حين لفت إلى مشروعية العمل بالسياسة التي تخدم الدين وتقوم برعاية مصالح المسلمين.

بدوره، أكد الشيخ محمود المصري أن هدف الدعاة الوحيد هو دعوة الناس لكي يعبدوا الله ويحافظوا على بلادهم، مشيرا إلى أن رجل الدين عمله مختلف تماما عن العمل السياسي مشبها حال الدعاة المتجهين إلى السياسة كمن يذهب الي الصيدلية ويطلب شراء خبز أو كمن يذهب إلى مخبز لشراء دواء.

وقال "إن دور رجال الدين هو تعريف الناس

بأمور دينهم ولذلك فالسياسة لها المتخصصون لها والدين له المشتغلون به، مؤكدا على أن دور العلماء أكبر من أي دور، فرجل السياسة عندما يتكلم يتهمه الجميع بأن له هدفا من وراء كلامه لاستفادته من السلطة ، على العكس من رجال الدين عندما ينشرون دعوتهم فهم لايريدون شيئا غير ابتغاء مرضاة الله" .

في حين أوضحت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الشريعة بجامعة الأزهر، انه يجب على علماء الدين الاطلاع على جميع أمور الحياة والاشتغال فيها عدا المشاركة فى الأحزاب السياسية، لئلا يؤثر ذلك على فتاواهم، ولأنه قد تغلب الأهواء والمصالح على رأى الدين فيتحول الأمر إلى كارثة إنسانية يصعب السيطرة عليها، علاوة على أن لهم دوراً أساسياً يتمثل فى نصح الحكام والتصدى لأى مفاسد لم يتصد لها الحاكم، كما يلعبون دوراً مهماً فى علاقات الدولة بغيرها، مثل علاقتنا بإسرائيل، فلعلماء الدين دور فى نبذ هذه العلاقة وعدم الاعتراف بها.

ورفض الدكتور محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق دخول علماء الدين إلى مجال العمل السياسي، موضحا أن اشتغال رجال الدين بالسياسة هو أمر يؤدي لانهيار الدين، فالدين له ثوابته في القرآن والسنة ولانستطيع أن نقول على كل من تكلم وقرأ في الدين عالم.

وأشار الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن مزاولة رجال الدين للعمل السياسي هو أمر موجود منذ عصر محمد علي ومحمد عبده، فالدين الإسلامي دين شمولي لايفصل بين الدين والدولة ، وهو دين حياة ودين لم يترك للإنسان لحظة إلا ونظمها له، مشيرا إلى أن القرآن تحدث عن كل ما يخص الانسان وينظم له حياته ، فالسياسة التي تنطوي على الكذب والخداع وليست من الإسلام في شيء.