عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي إمام الدعاة

أ.د/ بكر الكوسوفي
أ.د/ بكر الكوسوفي – الشيخ متولي الشعراوي

إن الله سبحانه وتعالى جلت حكمته وتعالت عظمته قد هيأ للدعوة الإسلامية والفكر الإسلامي في كل زمان ومكان من يقوم بنشره وخدمته، ومن أبرز الأئمة الذين حملوا لواء الدعوة الإسلامية في عالمنا المعاصر فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوي الذي بذل جهوداً جبارة في كافة بلدان العالم على نشر الوعي الإسلامي ودحض الأفكار الملحدة الهدامة.

وقد ساهم هذا الشيخ الكبير بنصيب كبير في خدمة الأمة الإسلامية خاصة مجال الدعوة والوعظ والإرشاد، فهو يعد خير مثال للشخصية الإسلامية المناضلة، واسعة الأفق، سليمة العقيدة، نذر نفسه للدفاع عن الإسلام داخل مصر وخارجها، حتى كان يمثل رمزاً للصحوة الإسلامية وأملاً جديداً في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل.
والشيخ الشعراوي يندر أن يجود الزمان بمثله… ولله در القائل:
حلف الزمان ليأتين بمثله … حنثت يمينك يا زمان فكفر‍
فهو إمام الدعاة ونبراس المهتدين ، وسبيل المتقين ، وملاذ الطالبين، وشيخ العلماء العاملين، ظاهر البيان، قوى الحجة والبرهان، رفيع المنزلة، عالي الهمة، يقول الحق أينما وجد وحيثما وجد.
يضاف إلى هذا أنه عالم تخرج من كلية اللغة العربية – جامعة الأزهر الشريف- وهذه ميزة عظيمة لها أثر فاعل في فهم العلوم الإسلامية ؛ فإن من عرف علوم اللغة العربية عرف دعوة الإسلام ومنهجه في شئون الحياة كلها، وعرف الحياة بكل جوانبها، سياسية، واجتماعية ، واقتصادية، إنها – أى اللغة العربية- لسان الحاكم والداعية، وصدق الرسول r إذ يقول: ( إن من البيان لسحراً) وكم من خطبة قوضت عرشاً وأقامت دولة … وقبل هذا كله هى لسان الأنبياء والمرسلين.
من أجل هذا كان الشعراوي الداعية الإسلامي الأكبر والأشهر، ونفع الله بعلمه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وخدم الدعوة الإسلامية بفهم دقيق وعميق، فهم النصوص وما تحمله من حذف وذكر، وتقديم وتأخير، واستعارة وكناية ومجاز، وغير ذلك من الاعتبارات التي يتوقف على فهمها النصوص القرآنية والنبوية(1).
وفضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوي قد رحل إلى بلدان عديدة داعية للإسلام ومنهجه السليم، ثم انتهى به المطاف إلى القاهرة ليتولى تفسير القرآن الكريم لجمهوره الواسع الذي أقبل عليه بشوق يستمع إلى خواطره القرآنية التي يلقيها بالجامع الأزهر الشريف وغيره، وظل يقوم بإلقاء الدروس، والعظات التي كان يستمع إليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في الإذاعة والتلفزيون والتي سجل فيها تفسيره للقرآن الكريم والتي أقبل عليها المسلمون إقبالاً لم يظفر به عالم قبله.
وكان الشيخ الشعراوي من أكثر رجال الدين اهتماماً بالسياسة يفهم الكثير من خباياها رغم أنه لم يكن يظهر ذلك، ولا ننسى موقفه الحاسم في الأمم المتحدة في نيويورك خطيباً يتحدث عن الإسلام، ودعوته للسلام والإخاء الإنساني وذلك في 27 / 10 / 1983م، وكانت مناقشاته ومحاوراته في النهاية وسيلة إقناع لغير المسلمين بأن الإسلام دين كل زمان ومكان باعتباره الدين الخاتم.
هذا وقد كان الشيخ الشعراوي من الذين تحملوا عبء الدعوة إلى الإسلام بحق وتقديم الإسلام في صورته الصحيحة السليمة… هذا العالم الجليل والإمام الفاضل قد شغلت قضايا العالم الإسلامي وما يتعرض له المسلمون من عمليات اضطهاد وقتل وتعذيب وتشريد حيزاً كبيراً من فكره وعلمه واهتماماته فأثار تلك القضايا في شتى المحافل والندوات والاجتماعات وعلى مختلف المستويات المحلية والعالمية ومختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كلما سمحت له الفرصة بذلك، وكانت ثمرة مجهوداته هذا الصدى الواسع الذي نراه في حياة المسلمين في كثير من بلدان العالم، فقد ملك فضيلته قلوب العامة والخاصة، وأحبه الصغير والكبير، والجميع ينهلون من فيض علمه الوفير، ويحرص الكثير على اقتناء كتبه وشرائط تسجيلاته.
إن فضيلته فضائله أكثر من أن تحصى، وأشهر من أن تستقصى، وصنع الكثير من أجل الدعوة إلى الله، وبفقده فقدت الدول الإسلامية والعربية بل فقد العالم كله إمام كبير من أئمة الدعوة الإسلامية، وخلف وراءه فراغاً كبيراً نسأل الله تعالى أن يرزقنا بأمثاله ليجددوا للناس الإيمان، ويدفعون الدعوة إلى الأمام، ولتحقيق صحوة إسلامية كبرى منهجها الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كما كان ينتهج إمامنا في دعوته.

[email protected]