رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الدعوة عبر الإنترنت..أسلوب جديد .. ونوايا مختلفة

تختلف الوسائل التي يستخدمها الدعاة وعلماء الدين في الدعوة إلى الله، ولكن الهدف واحد ويتلخص في كيفية توجيه النصائح وطرح الآراء والأفكار في محاولة لتأثير هؤلاء الدعاة على المجتمع، فنجدهم يلجأون لاستخدام كافة الوسائل التكنولوجية في سبيل إتمام رسالتهم.

تطورت أساليب ووسائل الدعوة من خلال دور العبادة فقط أثناء خطب الجمعة أو الدروس اليومية، إلى الدعوة عبر الفضائيات، ثم الطفرة الهائلة عبر استخدام الشبكة العنكبوتية "الانترنت"، حيث أصبح عالم الإنترنت خطوة هامة للدعاة خاصة الجدد منهم للتواصل مع الشباب في العالم الإسلامي، ما دفع علماء الدين إلى الاهتمام بهذا العالم، خاصة بعد ثورة 25ينايرالتي كان فيها استخدام هذه التكنولوجيا أثرا كبيرا والتي أثبتت قدرة الإنترنت كوسيلة للتأثير في العالم ومن ثم كانت أحد أسباب الثورة.

وهو ما دفع وزارة الأوقاف بتخصيص دورة للأئمة الحاصلين علي درجات الدكتوراة والماجستير تهدف لتدريب الدعاة علي استخدامات التكنولوجيا من كمبيوتر وإنترنت.

وتحاول بوابة "الوفد" من خلال هذا التحقيق معرفة مدى تأثير الرسائل الدعوية الموجهة للشباب من خلال الوسائل التقنية الحديثة وبخاصة الإنترنت، وما تحمله الوسيلة المبتكرة من إيجابيات وسلبيات فيما يخص القضايا الدعوية .

بداية أوضح الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي المعروف أن معظم الدعاة يمتلكون مواقع على الانترنت وصفحات على الفيس بوك للتواصل مع المجتمع، وهذا الأسلوب يتبعه الدعاة والمشايخ منذ زمن طويل.

وشدد حجازي خلال حديثه لبوابة الوفد على ضرورة إجادة الدعاة وعلماء الدين للإنترنت والتقنيات الحديثة للتواصل مع الشباب والمستخدمين للإنترنت، لافتا إلى وجود بعض السلبيات المتعلقة باستخدام الانترنت في المجال الدعوى منها تعرض بعض المواقع الإسلامية لعملية تزييف في ظل إمكانية أي شخص بإنشاء مواقع إسلامية دون تمتعه بالعلم الكافي.

وأشار إلى وجود شريحة كبيرة من الشباب يستمدون الثقافة الدينية من الانترنت دون معرفة مصدر المعلومات، مشبها الإنترنت في هذه الحالة بـ"مسيلمة الكذاب".

من جهته، أكد الشيخ خالد الجندي، أن الدعاة في قاع الهيكل الوظيفي في ظل الأوضاع الاجتماعية المتدنية، حيث المرتبات لا تكفى للمعيشة الكريمة، مشيرا إلى أن الدعاة يأكلون الخبز الحاف وبالتالي يبقى هذا تحديا أمام استخدامهم للتكنولوجيا.

ويتساءل الجندي: "كيف يطالبون الدعاة بالاشتراك في الوسائل التكنولوجية والتي تحتاج لمقابل مادي كبير في الوقت الذي لا يجد فيه إمام وخطيب وزارة الأوقاف ثمن لقمة العيش الحاف؟".

وأكد أن الدعاة على كفاءة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة والتواصل بين الشباب ولكنهم تنقصهم الإمكانيات المادية فالبعض يحاول أن يجعل الدعاة متسولين تحت عبارات الدعوة إلى التجرد والزهد وحب الآخرة، وتستخدم القيادات الدينية هذه المصطلحات لترويع الدعاة، موضحا أهمية الانترنت كوسيلة مفيدة للتواصل بالرغم من السلبيات التي تعترضها بسبب استهلاك الوقت بشكل مفزع وعدم الدقة في توثيق المعلومات المطروحة.

في حين أوضح شريف شحاتة، الداعية الشاب، أن الإنترنت يعتبر كلمة السر في الفترة الحالية، بعد أن ظهر أثره في المجال الدعوى والثقافي ومتابعته للأحداث، مؤكدا أن ثورة 25 يناير نجحت في تفعيل دور الانترنت والتواصل بين الشباب.

ودعا شحاتة علماء الدين والدعاة لإنشاء مواقع شخصية يتم من خلالها عرض البرامج والحلقات للتعبير عن الأفكار والآراء إزاء القضايا الدينية المختلفة، والدعوة إلى تخصيص رسائل ومقالات تستهدف الشباب وتقدم النصائح عبر الإيميلات وصفحات الفيس بوك وإتاحة الفرصة للمجتمع لعرض الشكاوى.

ولفت إلى أهمية الاستفادة الحقيقية من الإنترنت وكيفية تدعيم هذه الوسيلة لتكون وسيلة دعوية تتمتع بتأثير كبير في حياتنا اليومية، موضحا أن معظم القنوات الدينية على قمر واحد بعكس الإنترنت فهي شبكة معلوماتية تربط العالم بعضه البعض، مبينا أن هناك بعض الدعاة يجيدون التعامل مع الإنترنت كوسيلة للتواصل مع المجتمع وهناك من لا يجيد التعامل مع هذه الوسيلة ويعتبرون أن وسيلة الإنترنت وسيلة ثانوية وليست أساسية.

وأشار شحاتة إلى أن التعامل مع الإنترنت لم يصل إلى الدور المطلوب والذي سيظهر بشكل واضح في المستقبل، ولكنه لا يمنع تفوقه في الفترة الحالية على كافة وسائل الاتصال الأخرى، مؤكدا أن الفترة القادمة سوف تشهد دعوات للتدريب على الإنترنت كوسيلة للتواصل، وبالتالي ينبغي على الشباب تدريب الأشخاص غير القادرين على استخدام الوسيلة بعمل مشروع" محو أمية الإنترنت".

ولفت إلى أن فئة كبيرة من الشباب تستقى معلوماتها من قنوات فضائية ربما كانت لها مآرب أخرى أثناء فترة الثورة، كما غاب عنهم المعرفة الحقيقية لمطالب شباب ثورة 25يناير، ويرجع ذلك لعدم تمكنهم من التواصل مع هؤلاء الشباب من خلال الإنترنت، مضيفا أن قدرة المجتمع على المعرفة بالتقنيات الحديثة والتعامل مع الوسائل المختلفة منها سيوفر على المجتمع الخوض في مواجهات ومعارك كثيرة، ناصحا الدعاة بالعمل بالأحاديث الصحيحة لحماية الشباب من الإصابة بـ"اللاوعي الثقافي" خاصة أنه المصدر الأساسي لدى الشباب .

وباستطلاع رأي الشباب، قال محمد القايد (طالب بكلية الهندسة): إن "الفيس بوك" يعتبر وسيلة جيدة للدعوة إلى الدين الإسلامي، بما يحمله من عرض جيد، فضلا عن وسائل المتعة والجذب التي تميزه وتتمثل في إمكانية عرض صور ومقاطع فيديو مصاحبة للموضوعات المعروضة، والتي تساعد المتلقي على استيعاب الأفكار المطروحة بالشكل المطلوب، وبالتالي يؤدى إلى سهولة التواصل وتقديم الآراء والمقترحات المناسبة للموضوعات المختلفة.

وأضاف، أن الانترنت يستخدم أحيانا كوسيلة لقياس

أراء المتلقي إزاء القضايا الدعوية المختلفة، حيث يتفوق على وسائل الاتصال الأخرى في كونه مصدرا معلوماتيا وترفيهيا في نفس الوقت .

ونوه القايد إلى الاختلاف بين الدعوة إلى الله من خلال الخطابة وإقامة الندوات الدينية وإلقاء المحاضرات وما بين استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تتميز بقدرتها على مخاطبة شريحة كبيرة من الشباب فضلا عن التغلب على عاملي الوقت والمكان، حيث تمتد لتصل إلى كافة دول العالم.

ومن إيجابيات هذه التقنية كما يقول: إن الانترنت تمتلك القدرة على تخزين المعلومات وغالبا ما تساعد الشباب والدعاة لتكوين حلقة للحوار سويا، فضلا عن سهولة طرح الأسئلة الحرجة.

وقال: إن من سلبيات الدعوة عبر الإنترنت أنها تفتقد حرارة المواجهة التي تميز الخطابة مثلا، فضلا عن غياب الرقابة خاصة في ظل كثرة الفتاوى التابعة لبعض المشايخ مجهولى الهوية.

من جانبه، يؤكد سامح النبوي (إمام وخطيب) أن الفيس بوك يستحوذ على اهتمام الشباب خاصة بعد ثورة 25 يناير التي غيرت الكثير من المفاهيم، فصار الإنترنت مطلبا أساسيا للدعوة إلى الله، وبالتالي اعتبر بمثابة تجديد للخطاب الديني، بعدما كانت الدعوة تقتصر على دور العبادة وتقديم البرامج الدينية عبر الفضائيات.

وأضاف، أن الشباب عزف عن قراءة الكتب الدينية والاستماع إلى البرامج الدينية على شاشات الفضائيات معتبرا الإنترنت وما يحتويه من مواقع وصفحات الداعم المعلوماتى لثقافته الدينية، وينبغي على الدعاة إدراك ذلك الأمر والاتجاه بالدعوة إلى الوسائل التقنية المبتكرة للتواصل مع الشباب.

وأشار إلى أن علماء الأزهر يتمتعون بمصداقية كبيرة كما يستحوذون على ثقة الشباب، مطالبا بالاستعانة بهم وتشجيعهم على تخصيص مواقع للتواصل مع المجتمع الإسلامي.

ويختتم النبوي حديثه، بأن تأثير الفيس بوك على الشباب عظيم، حيث يضم عددا كبيرا من الشباب، ويأتي في المقام الأول متفوقا على البرامج الدينية ودروس العلم بالرغم من أفضلية التلقي الشفهي، حيث تعتبر أفضل الوسائل الدعوية على الإطلاق في كونها تحتوى على جميع العناصر اللازمة لعملية الإقناع، فيما يفتقد الانترنت للتواصل التام مع علماء الدين فيغيب عنصر المواجهة ولكنها وسيلة تؤدى الغرض المطلوب.

من جهتها تقول أمنية معوض طالبة بكلية الطب: "لابد من تدريب الداعية على المهارات والوسائل الدعوية خاصة الحديثة منها وكذلك استخدام مختلف التقنيات لتحقيق الهدف في التواصل مع الشباب".

وتطالب معوض الدعاة بالتكاتف واستثمار الجهود في عمل موقع إسلامي يقوم عليه الدعاة الذين يتمتعون بثقة المجتمع ومحبة الشباب، مشيرة إلى ضرورة أن يتوجه العلماء والدعاة بخطابهم إلى الشباب بكل ما يملكون من أدوات، وأهمها الإنترنت.

وتختتم حديثها بمناشدة الدعاة بالوصول إلى الناس في كل مكان وعن طريق أي وسيلة لإرسال الدعوة والنصيحة، لافتة إلى أن معظم الدعاة وعلماء الدين الذين يتمتعون بالشهرة يتحدثون للمجتمع من فوق أبراج مرتفعة ويبتعدون مسافات شاسعة عن الواقع الذي يعيشه المجتمع.

وتتفق معها غادة إبراهيم طالبة بكلية الصيدلة بقولها: إن معظم علماء الدين لا يهتمون بالدعوة إلى بلاد الغرب ويتخذون من القنوات الفضائية وسيلة لتوجيه الرسائل لبعضهم البعض.

وطالبت غادة بضرورة الاهتمام بتوصيل مفاهيم الإسلام للغرب وذلك من خلال استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة من إنترنت وغيره، أو من خلال تدشين قناة فضائية مثلا حتى ولو كانت على الانترنت لتصل لعدد كبير من الناس مع عدد من الدورات التدريبية للدعاة لإتقان اللغات المختلفة للدفاع عن الإسلام.

وأكدت أن العمل التطوعي هي الطريقة المثلى للتواصل بين علماء الدين والشباب وذلك بإطلاق المبادرات والرد على المقترحات الموجهة من الشباب إزاء القضايا الدعوية المختلفة.