رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة ضد الثورة

لا يمكن أن نزرع زهرة في حقل ألغام، ولا نستطيع أن نكتب قصيدة شعر في وصف «مقلب زبالة».... لا قبلات محبة علي خدود القبح، ولا بسمات رضا بغثاء السيل..

الثورة ناقصة، ومشوهة ولا يجوز الفخر بها مادامت الهمجية سائدة والغباء متيقظاً والنزاع قائماً والخلاف معلناً والانقسام واضح وصريحاً. ما جري من اقتحام لسفارة اسرائيل فعل في غير محله.... هو ضد الذوق، والعرف والقانون الدولي ومهما كان موقفنا من التطبيع فليس هناك عاقل يقبل ما جري. وكما كتبنا في الاسبوع الماضي فان الاحتفال بشاب اعتدي علي السفارة الصهيونية وأنزل علمها كان عبارة عن صناعة تليفزيونية لبطل وهمي وما فعله عزازي علي عزازي محافظ الشرقية من استقبال ذلك الشاب ومنحه وظيفة وشقة جريمة ضد الاخلاق والعقل والعدالة. لقد تشوهت الثورة بأيدي الحاقدين والتافهين والباحثين عن بطولات وهمية. وأصبح المشهد الذي كان مبهراً للعالم بتحضره وسموه مشهداً مؤسفاً ومثيراً للخجل فالوطن منقسم كما لم ينقسم من قبل والحاضر مفزع والمستقبل غامض ومقلق. حكومة ضد الشعب وناس ضد الحكومة وساسة ضد الثورة وثوار ضد المجلس العسكري وكتاب ضد آخرين وتاريخ يشطب تاريخاً. أحزاب ضد أحزاب وجماعات ضد أشخاص وحركات ضد ائتلافات وصحف ضد فضائيات ونصف وطن يتناحر مع نصفه الآخر وزعامات تتفق في خطابها

الزاعق وحماستها البادية ونجوميتها الدائمة وتختلف في كل شيء خاص بالوطن بدءاً من مبادئ الدستور وحتي زي عسكري مرور. يا شماتة المباركيين والقذافيين والبشاريين في حال مصر بعد ستة أشهر من الثورة! يمكن لكل طاغية شرقي أن يحذر شعبه ان لم يشرب اللبن وينام ساكتاً لأصبح حاله مثل حال المصريين.. لقد هدمنا الطغيان والفساد لكننا لم نبن صروح الحرية والكرامة والتقدم. تحولت الثورة المصرية الي ميكروفونات وفضائيات وعناوين جاهزة للاثارة.. تاجر البعض بلحية جيفارا وصور الاقصي وحطة فلسطين وتاجر الآخرون بدماء الشهداء وحماسة الناس لدحر الظلم والطغيان فربحوا الحضور والنجومية. ليست هذه هي الثورة التي خضناها ولا المعركة التي تمنيناها ولا البلد الذي رسمناه في قصائدنا وأحلامنا السرية طوال سنين الاستبداد.... ليست هذه مصر الجديدة التي هتفنا باسمها ورصدنا مجدها وتعذبنا في محبتها أيامنا الخوالي. والله أعلم.

mostafawfd@hotmail.Com