ثورة ضد الثورة
لا يمكن أن نزرع زهرة في حقل ألغام، ولا نستطيع أن نكتب قصيدة شعر في وصف «مقلب زبالة».... لا قبلات محبة علي خدود القبح، ولا بسمات رضا بغثاء السيل..
الثورة ناقصة، ومشوهة ولا يجوز الفخر بها مادامت الهمجية سائدة والغباء متيقظاً والنزاع قائماً والخلاف معلناً والانقسام واضح وصريحاً. ما جري من اقتحام لسفارة اسرائيل فعل في غير محله.... هو ضد الذوق، والعرف والقانون الدولي ومهما كان موقفنا من التطبيع فليس هناك عاقل يقبل ما جري. وكما كتبنا في الاسبوع الماضي فان الاحتفال بشاب اعتدي علي السفارة الصهيونية وأنزل علمها كان عبارة عن صناعة تليفزيونية لبطل وهمي وما فعله عزازي علي عزازي محافظ الشرقية من استقبال ذلك الشاب ومنحه وظيفة وشقة جريمة ضد الاخلاق والعقل والعدالة. لقد تشوهت الثورة بأيدي الحاقدين والتافهين والباحثين عن بطولات وهمية. وأصبح المشهد الذي كان مبهراً للعالم بتحضره وسموه مشهداً مؤسفاً ومثيراً للخجل فالوطن منقسم كما لم ينقسم من قبل والحاضر مفزع والمستقبل غامض ومقلق. حكومة ضد الشعب وناس ضد الحكومة وساسة ضد الثورة وثوار ضد المجلس العسكري وكتاب ضد آخرين وتاريخ يشطب تاريخاً. أحزاب ضد أحزاب وجماعات ضد أشخاص وحركات ضد ائتلافات وصحف ضد فضائيات ونصف وطن يتناحر مع نصفه الآخر وزعامات تتفق في خطابها
mostafawfd@hotmail.Com