عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلامة إسرائيل

كلام فى كلام. أمة من خواء. شعارات. ضجيج بلا طحن. انتفاخات بالونية. هُتافات كاذبة، وأشعار ملفقة، وفخر فى غير محله. أقل توصيف من المُمكن أن ينال الديك الفارسى المُتغطرس أنه ميكروفون جديد انضم إلى ميكروفونات عديدة خرجت من عالمنا الشرقى.

فى الأسبوع الماضى تحدث المستشار العسكرى لمرشد الثورة الايرانية للصحف اللبنانية مؤكدا أن إيران قادرة على ضرب حيفا وتل أبيب بقوة وعنف، بل وتدميرهما. وقال الرجل الذى يعتبر من خاصة على خامئنى إنه لا يعتقد أن الصهاينة أغبياء لدرجة إثارة مشكلة مع إيران لأنهم يعرفون قوتها. وأضافــ فض فوه أن هُناك أكثر من 80 الف صاروخ جاهزة لقصف تل أبيب وحيفا.
مَن الذى أمسك بأيديهم حتى لا يقاتلوا؟ ما الذى منعهم من نيل شرف الانتصار على دولة الكراهية؟ ما يؤخرهم ويعطلهم عن رفعة يتغنون بها؟ ماداموا قادرين على تدميرها فليفعلوا، بدلا من توجيه كراهيتهم وحقدهم نحو جيرانهم من العرب والمسلمين.
إيران التى احتلت جزر دولة مسالمة هى الإمارات دون أى مبرر سوى النهب والسلب. إيران التى تُدرب عناصر الإرهاب والجماعات السرية ليل نهار لاشعال العراق وإثارة الفتن فى مصر والسعودية. إيران التى نثرت مساميرها فى اليمن لتؤجج الصراع السلطوى وتحوله إلى صراع طائفى. إيران التى ساندت طغيان الأسد ضد شعبه حتى نبتت جماعات دموية شوهت الاسلام ووأدت السلم. إيران التى تحتفل بقتلة الزعيم المصرى أنور السادات الذى اغتيل غدرا يوم نصره.
إيران تقف خلف الستار. ترقب المشهد. تُصدر المشكلات وتصنع الأزمات واحدة وراء أخرى ولا يستحى مُرشدها العام الذى يعلو أى رئيس منتخب أن يطلق وعيده وتهديده لإسرائيل عبر

الصحف.
ياااااااه. أين أنتم من ستة عقود؟ قادرون على سحق «العنكبوتة» لكنكم تتلكأون. العنكبوتة التى بتعبير شاعرنا الراحل عبدالرحمن الأبنودى تمضى فى مشروعها دون قلق «يا عنكبوتة: كملى عشك. لأحد حيزيحك ولا يهشك. لمى مُهاجرينك ووحدى دينك»، وهناك دولة لديها جيش وحرس ثورى ومخابرات وأذرع سياسية وجواسيس وصواريخ متطورة عاقدة العزم على تدميرها لكنها تتباطأ. ربما شفقة على أطفال الإسرائيليين، وعجائزهم، رُبما حكمة الأقوياء الكبار الذين لا يفعلون كل ما يقدرون. هل تتذكرون صدام حسين عندما هدد بحرق نصف إسرائيل بأسلحته المُذهلة، ثُم اكتشفنا أنه لا أسلحة لديه ولا يوجد رجال راغبون فى الحرب تحت إمرته؟ ذات الغرور والغطرسة ونفس الحنجرة الزاعقة المُهددة المتوعدة التى لا تقذف سوى اللعاب.
تحكى لنا حكايات التراث قصة الخناق الشهير بين شاعرين من فطاحل اللغة العربية هما الفرزدق وجرير، ومنها أن الشاعر جرير علم بقسم غريمه أنه سيقتل شقيا يدعى «مربع». وقتها أنشد جرير بيتا صار من علامات الشعر العربى فى السخرية يقول: «زعم الفرزدق أن يقتل مربعا/ أبشر بطول سلامةٍ يا مربعُ».
والله أعلم.

[email protected]