رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوباما فى ورطة

فى بلادنا أخبار ترفع الرأس وأخرى ترفع الضغط كما يقول المبدع الراحل محمد الماغوط.

الاتفاق الأمريكى - الإيرانى يرفع الضغط ويُثير عواصف القلق حول تحولات السياسة وانقلابات المواقف من العداء إلى السلم والعكس. على مدى ثلاثة عقود والنصف تعلم الإيرانيون من رجال الحرس الثورى ترديد شعار «مر بك أمريكا» بمعنى الموت لأمريكا، وقبل عقد من الزمن حددت الولايات المتحدة مَن أسمتهم بمحور الشر لتضع على رأسهم إيران. والآن وصل الأمر بالخصمين إلى تبادل كلمات الود والزيارات والتغزل فى «سلام شجعان» يُحقق مصلحة إسرائيل ويحافظ على دور إيران فى المنطقة.
لكن مما يرفع الرأس أن رد الفعل العربى كان أقوى مما توقعته الإدارة الأمريكية حيث عزف عدد من القادة والزعماء الخليجيين عن حضور القمة الامريكية الخليجية فى كامب ديفيد. وشاء الحظ أن أكون فى العاصمة الأمريكية وقت القمة لأتابع حالة القلق الواسعة التى سادت الدوائر الأمريكية بسبب غياب الملك سلمان بن عبد العزيز عن كامب ديفيد. حالة الارتباك بدت على كثير من المسئولين فى الادارة الأمريكية الذين عجزوا عن التعليق على غياب الملك.. «إنها رسالة واضحة بأنه غير راض» هكذا أخبرنى أحد مُدراء مراكز الأبحاث المعنية بالشأن العربى.
ماذا يعنى ذلك؟.. يعنى الكثير، فاستثمارات العرب بالولايات المتحدة كبيرة ومتنوعة وواسعة بشكل يصعب معه التغاضى عن إرضائهم، لذا فقد عرض الأمريكيون استعدادهم لتقديم أى أسلحة وتكنولوجيات تطلبها دول مجلس التعاون الخليجى بما يجعلها صلبة أمام الخطر الفارسى. كما أعلنوا استعدادهم أن يتم معاملتهم نفس تعامل دول حلف الناتو لضمان

أمن الخليج.
ماذا يعنى ذلك؟.. يعنى أن حرص الولايات المتحدة على مصالحها مع العرب يجعلها على قلق إن تعرض جسر العلاقات للاهتزاز، لذا يواجه الرئيس الأمريكى انتقادات واسعة وتحذيرات عديدة بسبب اتفاقه مع الإيرانيين.
القوى الناعمة العربية تتكلم. وكما قال لى مسئول عربى رفيع المستوى «إما نحن أم هُم (يقصد إيران)».. لم يغب الملك سلمان عن القمة إلا ليؤكد غضبه وغضب القادة العرب من التقارب مع إيران. تلك الدولة التى تأوى هاربين من أحكام بالإعدام لأن أياديهم ملوثة بالدماء فى كثير من البلدان العربية وعلى رأسها مصر، وهى ذات الدولة التى احتلت ثلاث جزر للإمارات دون وجه حق، ورفضت حتى مبدأ التفاوض أو اللجوء للتحكيم، وهى الدولة التى تُرسل السلاح والعتاد لجماعات راديكالية تستهدف إثارة البلبلة فى شوارع العرب.
ومن هُنا تستخدم القوى الخليجية الناعمة مؤسسات الدولة الأمريكية من أعضاء بالكونجرس ومجلس الشيوخ والبنتاجون للضغط على أوباما للتراجع عن اتفاقه. ولذا فإن الرجل فى ورطة، بل إن الولايات المتحدة كلها فى ورطة.
والله أعلم.


[email protected]