رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أخوف ما أخاف عليكم.. الخوف نفسه

الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة.. كما يقول عمنا الجميل نجيب محفوظ . الخوف من المُستقبل، من المجهول، من الجديد، من الأحدث، من غير التقليدى هو أخطر ما يواجهنا. لن نتقدم على مستوى الاقتصاد أو العلوم ما لم نُخاطر ونغامر ونُجرّب ما لم نُجرّب.

كُل مشروع لم تسر فيه مصر يُثير غُبارا من التخوفات والقلق عند طرحه، وكُل تفكير خارج نطاق الأفكار التقليدية نحسبه دائما خطرا. كُل صيحة جديدة نظنها العدو، وكُل اسلوب مُغاير نعتبره فشلا قبل أن نرى ثماره.
خُذوا مثلا مشروع العاصمة الجديدة الذى مازال فكرا. هاجمه البعض بُمجرد إعلانه لا لسبب سوى أن العبقرى الراحل الدكتور جمال حمدان قال قبل ربع قرن كذا وكذا. ما قاله الرجل ــ وهو قامة وقيمة عظيمة  ــ قد يكون مُناسبا فى وقته، لكن ليس شرطا أن يبقى مُناسبا بعد عشرات السنين. ثُم ما الذى يمنعنا أن نُجرب ونتحرك بدلا من نقد كُل فكرة جديدة دون تقديم بدائل.
مُشكلتنا الحقيقية أننا خائفون أن نتحرك رغم أن التقدم مرهون بذلك. خائفون أن نقترب من ملف الدعم رغم أنه لا تنمية حقيقية وهذا الملف تسيطر عليه الأصابع المُرتعشة. خائفون أن نراجع خطايا خلط الدين بالسياسة رغم أن التجربة العملية قادتنا

إلى الضياع، خائفون أن ننسف مجانية التعليم التى تحولت إلى مجانية تخريج الجُهلاء. خائفون أن نعيد تنظيم منظومة العمل مانحين القُدسية والحصانة لعبارات رنانة عن مكتسبات العُمال من الحقبة الناصرية. خائفون أن نُراجع مواقفنا من الزعماء التاريخيين ومن أدائهم ومما فعلوه معنا وبنا.
إن العقل المصرى مازال ــ مثل العقل العربى ــ يتهيب من التجديد، ويقلق من التحديث، ويخاف من المشروعات الجديدة والأفكار والأشخاص غير التقليديين رغم أن المُستقبل للحراك والتحديث.
نحن على عداء دائم مع الحداثة. تتقيد خطواتنا عن التقدم إلى الأمام خوفا من التعثر أو الزحلقة، بينما يصعد الحالمون نحو القمم بنفوس ملؤها الثقة والثبات.
يقول الرئيس الامريكى فرانكلين روزفلت مُخاطبا شعبه: «إن أخوف ما أخاف عليكم هو الخوف نفسه» وأنا أتصور أن الخوف هو حاجز التنمية فى مصر، والخائفون لا يصنعون مجدا. والله أعلم.

[email protected]