رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المجد للقتلة!!

لا دين، ولا عقل، ولا منطق يبرر لا مبالاتنا لما جري لاحمد بربار بلطجي دسوق..

لا عدل، ولا حزم، ولا رشاد يجعلنا نقبل قتل الرجل بهذه الطريقة الغوغائية، والتمثيل بجثمانه في شهر الرحمات.

قبل أيام قتلوه، وقطعوا يديه وقدميه نكالاً بما تبلطج وتجبر وحملوا اشلاءه وطافوا بها شوارع المدينة الطيبة في مشهد لم تعرفه مصر من قبل.

 

كيف نرضي بهذا القبح؟ ولماذا انقلبنا الي قضاة وجلادين نتهم ونحاكم وننفذ حكم الاعدام ونصفق لبشاعة التنفيذ؟ من هيأ المشهد لنهتف «المجد للقتلة» ونصفق لازهاق روح انسان مهما كان جرمه؟

بلطجي، ومفسد، وسارق، ومغتصب، ومعتد، لكنه انسان له الحق في رد الادعاء والدفاع عن نفسه والخضوع لقانون الدولة لا قانون الغاب.

لست ابكيك، يا احمد يا بربار ولكن أبكي مصر التي اظلم قلبها وشاخ عقلها.

لست ابكيك، فقد لا تكون أهلا للبكاء، وربما لا تستحق الرثاء لكنني ارثي لبلداً علم الدنيا التحضر والعدل واختار بعض ابنائه الظلام والهمجية.

سيقول السفهاء من الناس ان اهل دسوق نفذوا حد الحرابة الوارد في القرآن الكريم، وأن الضحية يستحق نهايته، وسينسون ان هناك دولة لها قانون ولها اجهزة لتنفيذ ذلك القانون ولها سيادة وهيبة واحترام.

لو كنت مكان اللواء منصور العيسوي وزير الداخلة لقدمت استقالتي فوراً، فما حدث يحمل دلالات عديدة أولها ان اجهزة الامن فشلت في ضمان

الامن لاهالي دسوق مما دفعهم لتلك الفعلة الشنعاء البعيدة عن طبيعة الشعب المصري. وثانيها ان الشرطة لم تعد في خدمة الشعب كما وعدنا سيادة اللواء وأنها تركت البلطجية يقيمون دويلاتهم خوفاً وربما طمعاً. وثالثها ان الداخلية بجلالها وهيبتها ورجالها وسلاحها وعتادها ومخبريها لم تستطع ان تمنع جريمة الافتئات علي القانون وقتل المتهم بالبلطجة والطواف بجثته في وسط دسوق.

ورابعها انها لم تقبض علي أحد من قتلة «بربار» وكأنها ارتاحت أن حققت الأمن علي ايدي بلطجية جدد تصنعهم علي عينها.

إنني اثق ان الجريمة لم تكن لتحزننا لو تمت بأيدي افراد الشرطة خلال مطاردة المجرم للقبض عليه، لكن محاكمات العامة وأحكامهم السريعة لا تقبل الاستئناف ولا تقبل النقض ولا تمنحنا الثقة في العدالة التي هي روح الشريعة الاسلامية.

فاللهم إنا نبرأ اليك مما فعل هؤلاء، ونعوذ بك من صمت المتفرجين، وتصفيق المباحثيين، وشماتة المباركيين.

[email protected]