عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وردة للقضاء ونصيحة للرئيس

أنحنى للقضاء، ميزان العدل، وضمير الوطن، وشجر الأمان، ثابت مهما احتدمت عواصف التغيير، شجاع مهما علا الإرهاب، مُستقل برجاله ورموزه وهيئاته إلى يوم النشور.
لا يحتاج رأيى إلى دليل، لكن قراءة سريعة فى حكم تبرئة المواطن محمود ريحان الأسبوع الماضى تعنى لنا الكثير.

لقد قبضت أجهزة الأمن على الناشط النقابى محمود ريحان الذى يعمل فى مطار القاهرة قبل شهرين وحولته إلى القضاء لأنه نشر على حسابه على «الفيس بوك» آراءً وكتابات تنتقد الرئيس عبدالفتاح السيسى وتعتبر أداءه مخيبا للآمال. واعتبر المباحثيون وجهات نظر «ريحان» إهانة بالغة إلى الرئيس واستغلوا وجود مادة فى قانون العقوبات بهذا المسمى ليحاكم بها الرجل. لكن القضاء أبى تكريساً للاستبداد باسم القانون واعتبر انتقاد رئيس الدولة حقاً مشروعاً لكل مواطن ولا يدخل تحت باب الإهانة.
إنها أول قضية إهانة رئيس جمهورية فى عهد السيسى، وهى بادرة خير أن مؤسسات الدولة تعمل بشكل منهجى، وبأن القضاء مستقل تماماً عن السلطة التنفيذية. هذا ما ننتظره وما نتمناه وما نسعى إليه، فلا وطن متقدماً يولد ومواطنوه يعبدون حاكمهم ويطيعون قادته فى كل شىء ويصفقون لكل مسئول إن أحسن أو أساء.
لا تطور ولا تحسن ولا انطلاق إلى الأمام وهناك حملة مباخر يستعدون الحاكم على كل صاحب رأى مخالف. لا سلام اجتماعياً فى ظل قيود على حرية التعبير مهما كان ذلك التعبير مُدهشاً أو صادماً. لا

محبة طاغية لرئيس دولة جديد ما لم يتسع صدره لخصومه ومعارضيه قبل مؤيديه ولمن يرونه مسيئا أو مخيباً للآمال.
إننى غير راض عن بعض ما يفعله الرئيس، وأتصور أن التقييم الحقيقى للرجل يستحسن منه أموراً ويستبعد منه أموراً أخرى، ولا شك أن كل رأى مختلف، وكل عين ناقدة، وكل صوت رافض لبعض السياسات دليل نجاح للرجل وشهادة صلاحية لحاكم انتخبه الناس لا سقط عليهم سهوا بتوريث سلفه أو ببندقية معمرة.
لقد كتبت من قبل أن الرئيس السيسى لا يحتاج لمؤيدين، وإنما إلى ناصحين. لا ينقصه مباركين وإنما ناقدين. لن يعلو الرجل بالوطن بجوقة المصفقين والمطأطين ولاعقى الأحذية، وإنما بمتحررى الألباب والبعيدين عن الحسابات والمصالح والمكاسب.
ورحم الله الشاعر الجميل محمد الماغوط عندما أذهلنا بقوله:
« يا رب:
ساعدني على قول الحق.
ومواجهة الواقع.
وتحمّل العطش
والجوع
والحرمان
وألا أردّ سائلاً.
أو أنهر يتيماً
أو أسترد نفقات الأمل على الأمل.
يد واحدة لا تصفق
إلى الجحيم
ألم تشبعوا تصفيقاً بعد؟».
والله أعلم.

[email protected]