عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعلموا من خوسيه موهيكا



اطلبو العلم ولو فى باراجواى. علم المحبة والشعبية والكاريزما السياسية. من هُناك يقدم الرجل الجميل الدرس لزعماء العالم. لا حرس ولا صخب ولا ضجيج. لا قصور ولا ترف ولا هيلمان. بالبساطة تولد الشعبية، وبالتواضع تُزرع المحبة فى القلوب. هكذا يعلمنا خوسيه موهيكا رئيس باراجواى.

هذا الرجل يوصف بأنه أكثر رؤساء العالم شعبية ، وقد ذكرت شبكة «سى إن إن» فى تقرير لها عنه انه مازال يسكن بيتا بسيطا فى حى من أفقر أحياء العاصمة مونديفيو. أما حراسه فهم ثلاثة افراد فقط وليس لديه طباخ خاص وإنما يأكل مما تطهيه زوجته، وليس لديه سائق خاص وانما يقود سيارته بنفسه ومعه حراسه الثلاث، واللطيف أن سيارته «خنفساء» موديل 1987.
ثلاث سنوات ونصف مرت على انتخاب «موهيكا» ولم يتغير. مازالت ملابسه كما هى بسيطة تماثل ملابس أبناء الطبقة الوسطى فى أمريكا اللاتينية، وراتبه الشهرى يبلغ اثنى عشر ألف دولار وهو رقم كبير فى أمريكا اللاتينية لذا فإنه يتبرع بـ90% منه كل شهر للجمعيات الخيرية، ويقول إنه قادر أن يعيش بـ1200 دولار فقط كل شهر.
من قبل كان «موهيكا» وزيرا للثروة السمكية، وضرب أمثلة عظيمة  فى الزهد والتعايش مع  هموم الناس والمجتمع، وكان يكتفى بوجبتين فقط، وعندما اختير رئيسا لبورجواى رفض الاقامة فى القصور الرئاسية، ودعا

الجمعيات الخيرية إلى الاستفادة بها وظل كما كان قبل المنصب والسياسة بسيطا ، طيبا ، ومتواضعا حتى أن الناس اعتبرته نبياً  ورمزا خالدا للوطن.
فى أوطاننا الناعسة الأمر يختلف كثيرا. يأتون إلى السُلطة فقراء فيثرون ثراء فاحشا.
يُغيّرون أطعمتهم وملابسهم، وتتدلى كروشهم إلى الأمام.
يقتنون التحف النادرة، ويشترون المجوهرات الثمينة ويتملكون الشاليهات الفخمة، ويتاجر أبناؤهم وأبناء عمومتهم وأشقاؤهم وأبناء أشقائهم وأصهارهم  فى كل شىء.
يتشاركون مع كبار رجال الأعمال ويفوزون بالصيت والنفوذ والثروة.
عرفناهم عقودا طويلة فى غابتنا العربية الطافحة بالقبح. سلالة خلف أخرى. انفتاحيين، وساداتيين، ومباركيين، ومرسيين.
يتوعدون الفقر ولا يقتلونه، يشكون الظلام ولا يشعلون أى شمعة نور، يرفلون فى الحرير بينما شعوبهم نائمة فى الوجع والعذاب.
وبعد فورات الربيع العربى التى بهرتنا ثم أحبطتنا يحق لنا أن نسأل: هل من الممكن أن نرى خوسيه موهيكا فى أي من بلادنا؟ الله أعلم.

mailto:[email protected]