رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

درس المٌحافظ المُصفِّق

 

ويلٌ للمطبلين، أينما كانوا ومتى أطلوا على هذا البلد الصانع للفراعنة، ويلٌ للذين يقدسون البشر، ويحصنون الأفراد، ويجرحون حناجرهم هتافاً استباقياً.

مهما كان تقديرنا وتفاؤلنا ورضانا عن المشير عبدالفتاح السيسى، فلا يصح أن نؤلهه أو نقدسه أو نوقع له على «بياض»، ما هكذا تولد الأمم الناهضة، ولا هكذا تعبر الدول الراقدة إلى صباحات جديدة، كان ذلك فى كتاب الحكم مسطوراً.
وإن كان التهليل والتأليه مرفوضاً لعامة البشر الذين قد يؤيدون رجلاً ما أو ينبهرون بآخر، فهو لاشك جريمة كبرى إن صدر عمن هم مستعملون لدينا.
إن رئيس الحكومة خادم، والوزير خادم، والمحافظ خادم، والشعب هو الذى يدفع رواتب هؤلاء، لذلك، فقد سعدت جداً برد فعل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء تجاه اللواء محمود مختار محافظ الوادى الجديد، الذى ترك عمله واستغل منصبه  ليحرر توكيلاً لترشيح «السيسى» للرئاسة، بل ويدعو الناس فى المحافظة إلى تحرير توكيلات له باعتباره المرشح الأفضل، ثم يستغل منصبه ليدلى بتصريحات لوسائل الإعلام يمجد فيها المشير السيسى ويذكر فضائله وسجاياه.
لم تمض سويعات على الواقعة حتى أقال رئيس الوزراء المحافظ المصفق الذى شغل وقت عمله بتحرير توكيل لحضرة الرئيس القادم.. إن كان يريد تأييد مرشح ما فعليه أن يفعل ذلك، وهو خارج إطار الدولة، من منزله يمكنه أن يدعم مَن يشاء، ويصفق لمن يريد بغير حساب.. أنت حُر يا سيادة المحافظ أن تُعدد لنا سجايا «السيسى» أو غيره وأنت بعيد عن العمل العام، لا وأنت محافظ.
لقد أطلق «محلب» رصاصته بدقة ليعيد التقدير لدولة المطبلاتية وحملة المباخر، رأس الذئب الطائر يعُلم

الموالسين درس الاعتدال، وعلى كل مسئول أن يدع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.
إننى اتفهم الشعبية الجارفة التى تلاحق عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسى المحتمل، لكننى لا أتفهم ما يفعله السادة العبيد من حملات مباركة تصل إلى حد تقبيل الصور والتغنى بالأشخاص وكأنهم أنبياء، ومن هناك فإن مشكلتى الوحيدة مع المشير عبدالفتاح السيسى المرشح الرئاسى المحتمل هى المتحلقون حوله، المتزلفون له، والمطأطؤ رؤوسهم لشخصه.
استعير تعبير الشاعر الجميل محمد الماغوط «عكازك الذى تتكىء عليه يوجع الأسفلت» لأهديه إلى الرجل ناصحاً، وأقول له:
1- إنهم لن يتركوك فاتركهم.
2- سيباركون هفواتك ويلعنون منتقديك ويشوهون معارضيك ويرمونهم بكل جريرة فاهجرهم هجراً جميلاً.
3- سيكتبون المقالات والدراسات حول عبقريتك ورجاحة عقلك وشفافيتك وحدسك وصدرك الرحب فاشطبها.
4- سيصفونك بأوصاف الأنبياء والصالحين وسيعلقون صورك ومقولاتك فى مكاتبهم وحجرات نومهم، فلا ترضى بذلك.
5- سيقفون صفاً إلى جوارك، يؤيدون من تؤيد، ويرفضون من ترفض، ويعتقدون ما تعتقد، سيقدمون آيات الولاء والمحبة المصطنعة وسيعظمونك ويقدسونك ويؤلهونك، فاقتلهم  بالتجاهل والتناسى واللامبالاة، اقتلهم بالجفاء والإعراض واللامكافأة واللاشكر واللاتحية.
والله أعلم.


[email protected]