عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذين يؤسطرون الفريق السيسى

السلالم إلى المجد مفروشة بكثير من الزجاج المكسور. ولا شك أن مستقبل مصر السياسى مرهون بتحركات النخبة التى لم تكن تتحرك فيما مضى طبقا للمصلحة العامة. أقول هذا وأنا ألمح محاولات متكررة لأسطرة الفريق عبدالفتاح السيسى وتحويله إلى عبدالناصر آخر.

مهما كان حب الناس ورضاهم فلا يجب صناعة فرعون مهما بدت منه من نوايا حسنة. إن فكرة المستبد العادل التى أطلقت فى تباشير ظهور ناصر وجدت من يبشر بها ويروج لها من كتاب ومثقفين وساسة لتصبح شعارا لتلك المرحلة. ورغم أن عبدالناصر كان يلهب مشاعر البسطاء متى تحدث، الا أنه كان يلهب ظهور معارضيه وخصومه متى تشكك أنهم يمثلون خطراً عليه.

لا أتمنى أن يتحول الفريق عبدالفتاح السيسى إلى اسطورة لدى الشعب المصرى فيُحمَل ما يحتمل، ويٌنتظر منه ما هو خارق. إننا نريد رئيسا منتخبا مُحاسبا مسئولا ينحنى للناس ويأخذ بأيديهم. نريد خادما لا زعيما، موظفا لا بطلا.

يسكن الرجل قلوب الفقراء. أعلم ذلك تماما، وأعلم أن هناك من يراه مُخلصاً من هموم ومشكلات طالت عقودا، لكن ذلك لا يعنى إعادة استنساخ فكرة «الزعامة». لا يجب أيضا أن يعنى تكرار عبد الناصر، واتصور أن الرجل يعي تماما ألا يكون عبدالناصر.

فعبد الناصر ــ رغم شعبيته ــ لم يقدم لمصر واقعا وإنما حُلما. لم يحقق لها تقدماً عملياً وإنما ريادةً خيالية. لم يصنع انتصارا ًحقيقياً، وإنما تراجعاً وتدهوراً مازلنا ندفع ثمنه حتى الآن. لم يقدم كبرياء فعليا وإنما كلمات

وخطب رنانة ترجمها الشاعر نزار قبانى فى قصيدته الشهيرة «هوامش على دفتر النكسة» بوصفها «العنتريات التى ما قتلت ذبابة». لم يترك لنا حتى وحدة عربية كان يطنطن بها ليل نهار، وإنما شعارات  جوفاء لم تقدم ولم تؤخر.

كان عبدالناصر يرى أنه الوصى على هذه الأمة، ونحن لا نريد أوصياء. وكان يعتبر نفسه مُعلماً للشعب، ونحن نرى أن الشعب هو المُعلم الأول والأعظم. وربما كان يتصور أنه مُحقق العدالة والكرامة الانسانية للمصريين، رغم أن ضحايا استبداده كانوا أعصى على الاحصاء.

لقد ولىَّ زمن الزعيم الفرد، والقائد الأوحد، والرئيس الأب إلى غير رجعة فى كافة الدول الحرة، وصار القائد دائما مُحاسبا، ومُراقبا، وموظفا، وخادما لدى الناس.

إن الذين يشبهون «السيسى» بـ«ناصر» ينسون  أن عقارب الساعات تدور، وأن عقليات الشعوب تتطور، وأن محبة الناس مرهونة بتحقيق مصالحهم وتعزيز انسانيتهم .

يقول بابلو نيرودا: «أريد أن استلم السلطة يا سيدى ولو ليوم واحد من أجل أن أقيم جمهورية الإحساس»، والله أحكم.

 

mailto:mostafawfd@hotmail.com