رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذين يشوهون المشهد الآنى

لا يكتمل الحسن، ولا يمر النسيم فوق سماواتنا دون ذرات أتربة، ولا تتدفق ألحان الشجن بلا بعض النشاز. فى قاع الكوب ثمة عكارة تصيبك بالتقزز، وبين زهور الغاردينيا كثير من الاشواك الجارحة.

هكذا الثورة فى مصر. أسقطت نظاما فاشيا، وخلعت جماعة أحادية، لكنها فتحت صنابير الغثاء، وأطلقت خفافيش الجهل، وميليشيات الشتامين ليلوثوا كل قيمة ويهيلوا التراب على كل مبدأ، ويشوهوا كل رمز. 
إن من بين خطايا ثورة 30 يونيو ــ رغم انجازها الفريد ــ أنها أعادت إلى الساحة وجوها ظننا أنها توارت خجلا. خرج هؤلاء من كهوف النسيان وانطلقوا يرشون إفكهم وظلامهم ويبعثرون أحكام الخيانة يمينا ويسارا.
كل من هو ليس معهم متأخون، أو عميل، أو متآمر. وكل من هو ثورى مرتشى، وكل ناشط صاحب مصلحة، وكل مختلف فى الرأى يجب اعدامه.
أحدهم ينتقل بين الفضائيات كضفدع مدرب يقفز من شخصية إلى أخرى، ومن حكاية إلى مزحة. شتام نصف موجه يقدم نفسه كمستشار سابق يسىء إلى سمعة مصر كلما تكلم، وينقل الحوار السياسى من خانة الاختلاف فى الرأى إلى خانة «الردح» و«التجريس».
راقصة مسفة تعتبر مؤخرتها جزءاً رئيسياً من النضال ضد جماعة الإخوان فى الداخل أو رعاتها فى الخارج فتطلق عروضا كلها ايحاءات جنسية تثير غثيان الشارع وتلوث اسم الوطن.
نصف مذيع، نصف مهرج يمارس

قذفه لمن يختلف معه علنيا فى وصلات سباب واهانات تذاع على الملأ دون رادع أو ضابط. وحتى الوزراء الحاليين لا يسلمون من لسانه الكريه، وكأن دفاعه ومساندته للقوات المسلحة تمنحه حق اطلاق الرصاص على أى آخر.
لقد حذرت كثيرا من أولئك المتأخونين المستترين خلف  رداء الحيادية، وأنا اليوم  أعتبر أن ثوار الفضائيات الشتامين خطرا مماثلا على مصر الحاضرة. وأتصور أن بعض المساندين للقوات المسلحة ــ التى أظنها مؤسسة الوطنية الخالصة ــ  يسيئون إليها، بل وإلى مصر قاطبة. إن هؤلاء الأنصاف يجرجرون الوطن لمزيد من الانقسام ويسكبون دوارق القبح على أى مشهد حسن.
ليست هذه  هى الثورة التى خضناها، ولا المعركة التى تمنيناها، ولا البلد الذى رسمناه فى قصائدنا وأحلامنا السرية طوال سنين الاستبداد.  ليست هذه مصر الجديدة التى هتفنا باسمها، ورصدنا مجدها، وتعذبنا  فى محبتها أياما مضت. والله أعلم.

[email protected]