رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جماعة «بن لكن»

للكاتب الراحل رضا هلال تعبير جميل حول أولئك الساكتين عن القبح، الممالئين للإرهاب، المبررين للعنف خوفا وطمعا وربما جهلا هو «آل بن لكن». إن هؤلاء يحاولون دائما تلوين مواقفهم، أو توسيطها أو تحييدها حتى اذا ما انقلبت الظروف وتبدلت الأحوال طنطنوا ببطولات مزيفة، فلا تعرف لهم موقفا واضحا ولا تسمع لهم رأيا دقيقا.

فى المشهد الآنى أراهم يدينون العنف لكنهم يقدمون ألف عذر وعذر، ويختلقون مبررات لا حصر لها لمن يحمل السلاح ويطلق النار ويشعل الحرائق. إن هؤلاء يردون بحدة على من يسألهم إن كان يرضيهم الترويع والإرهاب الذى يمارسه المتأسلمون بكلمة «لكن» ساكبين دوارق من الفوضى والتزوير فى طريق الحوار.
إن حدثتهم عن «كرداسة» دفعوك دفعا إلى مشهد فض اعتصام رابعة، وإن لفتّ انتباههم إلى الاعتداءات على الكنائس والأديرة سألوك فى تحد عن رأيك فى زعم الإخوان بالاعتداء على مسجد الفتح. ولو عرضت لهم مشاهد اللاسلمية والعنف والتحريض عليه، أحالوك لمشاهد مزيفة وموجهة أذاعتها قناة الجزيرة لمعتصمين هادئين يكتفون برفع اللافتات وترديد الأناشيد.
إنهم يبررون العنف بالشدة، ويدافعون عن رد الفعل بدعوى حدة الفعل وصرامة المواجهة، وهم يتناسون فى ذلك أن الصراع ليس بين طرفين متكافئين وإنما بين دولة وخارجين عليها، بين شعب ومعارضين لإرادته، بين وطن وأناس لا يشكل الوطن أى حسابات لديهم.
إن جماعة «بن لكن» تستسهل اختيار اللون الرمادى. تدعى رفضها وإدانتها لحكم الإخوان الفاشى، لكنها تعتبر ازاحتهم انقلابا على الشرعية. تزعم أن نظام مرسى كان عارا على مصر، لكنها تمتنع عن اسقاط ذلك العار.
ويجد المرء نفسه محاطا بعشرات الأسماء اللامعة فى عالم الثقافة والسياسة الذين يقدمون لك أمثلة وتجارب سياسية تبرر هجمات المتأسلمين الدموية على المنشآت العامة والشرطة ودور العبادة منها نضال جيفارا وكاسترو فى كوبا، أو نضال المؤتمر

ضد «الابارتايد» فى جنوب افريقيا، وهو ما يذكرنى بتبريرات قدمها لى على بلحاج زعيم جبهة الانقاذ فى الجزائر عندما التقيته قبل سنوات لانتهاج العنف ردا على إلغاء الانتخابات التشريعية فى الجزائر عام 1991.
إن هؤلاء يتناسون أن مصر كانت دائما حضن السماحة، وعش الأمان، وأن الثورة تفقد نقاءها متى خرجت عن السلمية، وأن الاسلام يعتبر هدم الكعبة أولى من إراقة دم دون حق، وأن المصريين يمكنهم التفريط فى استقرارهم المادى، وطموحاتهم الفكرية، وحتى حرياتهم، لكن لا يمكنهم التفريط فى أمنهم وأمانهم.
إننى لا أتصور أن العنف والقتل والاعتداء مقبول، حتى لو كانت هناك تجاوزات لا ننكرها ونطالب بالتحقيق فيها من بعض أفراد وزارة الداخلية، لكن تبرير الإرهاب كارثة اخلاقية تتساوى مع الفعل ذاته. وعندما يصبح الوطن هو الضحية فإن الصمت غير جائز، ومن العار وقتها الكتابة بنصف قلم.
إن كاتب هذا الكلام كان من المعارضين لفض الاعتصام بالقوة، ومازال من الرافضين لحكم العسكر أبدا أبدا، لكنه فى لحظة المعركة لا يجد حرجا من التصدى لإحراق الوطن مرجئا الخلاف حول ترتيب البيت إلى ما بعد رد العدوان. ولله الأمر من قبل ومن بعد، والمجد للوطن والقول الفصل للشعب.

[email protected]