رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سقوط الطابور الخامس

شكرا للحظة الفارقة. فتحت لنا نافذة الحقيقة، وأزالت كثيرًا من الأقنعة، وكشفت لنا الطابور الخامس من الإخوان الذين باعوا الوطن لصالح التنظيم، واستغنوا عن الوطنية من أجل الجماعة، وفرطوا فى الشعب لصالح العشيرة.

عشرات وعشرات لم نكن نعلمهم فضحتهم ألسنتهم وأقلامهم ومواقفهم المصطدمة بالشعب المصرى والمحتقرة لثوراته والمستهينة برغباته.
لولا ما جرى ما عرفنا ذيولهم وخدمهم وأشياعهم السريين الذين زرعوا فى قطاعات الدولة والثقافة والصحافة والسياسة زرعا لخدمة أغراض الجماعة.
مثل السوس ينخرون، يقلبون الحق باطلا، والباطل حقا، يركبون على أدمغة الناس بأوصاف ونعوت من عينة «الكاتب الكبير»، «الإعلامى الموهوب»، و«المفكر العظيم».
كان هؤلاء يدّعون الاستقلال، والحيدة، والموضوعية فى سنوات نظام مبارك، وظهروا بجلاء مع سطوع شمس الجماعة بعد استئثارها بالسلطة، لكنهم لم يحتملوا صمتا وهم يرون فكرة الإخوان تنهار تماما، تختفى من المشهد، تحال إلى الاستيداع، ينتزعها المصريون من تاريخهم كراهية وسئما. رصاصة صائبة فى توقيت مناسب أصابت فكرة حسن البنا الغامضة الطائشة التى ضللت شبابا ونساء عقودا وأزمنة.
إن كانت الصدمة خفيفة فى قلم فهمى هويدى الذى عمِّىَ عن جموع المصريين المحتشدين فى الميادين، فإنها لا شك كبيرة فى شخصيات منحناها حبا وتقديرا واحتفاء مثل المستشار طارق البشرى، والدكتور زغلول النجار، والدكتور محمد سليم العوا، والدكتور سيف عبد الفتاح.
إن كان ما يفعله ويقوله علاء صادق أشبه بحركات «استربتيز» سخيفة، فإن ما يكتبه وائل قنديل من إفك وسباب واحتقار لإرادة الناس يؤكد لنا أننا كنا حسنى الظن بهؤلاء عندما صفقوا للثورة ورقصوا لانتخاب محمد مرسى رئيسا لمصر.
إن هؤلاء يزعمون أن الرئيس المتهم بالتجسس والتخابر والتحريض على العنف كان يمثل الشرعية وأن خلعه هو انقلاب عليه. ويستخدم المستشار طارق البشرى تعريف الانقلاب ليقول لنا إن تدخل العسكر فى السياسة انقلاب ويتناسى نماذج الانقلابات العسكرية الشهيرة. وفى باكستان انقلب ضياء الحق على ذو الفقار بوتو وكان مصير «بوتو» هو الإعدام فورا ودون محاكمة، وفى شيلى انقلب بيونشي على الليندى وظل الرصاص ينهمر على قصر الرئيس حتى قضى نحبه. فى الانقلابات العسكرية لا رأى يطلق ولا حرية تمنح ولا يخرج أحدٌ مثل البشرى وهويدى ليكتبوا يومياً سباً ونقداً فيمن قاموا بالانقلاب. فى الانقلابات لا تخرج الملايين معبرة عن رأيها ولا يطلب إليها الإذن بتفويض للتعامل مع خارجين عن القانون.
ثم يا سادة لو كان ما جرى انقلابا عسكريا فما أجمله وما أرأفه وما أعدله وما أطيبه، انقلاب يخلع الظلم ويعيد الاستقرار للدولة المصرية التى ديست وشوهت وصودرت لحساب مشروع غامض دخيل لا يعترف بالوطن.
وشكرا للحظة الكشف التى فضحت الطابور الخامس وعرّت عملاء المتأسلمين فردا فردا.
[email protected]