رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دون كيشوت يتذكر

 

هو القائل »لست من هواة البطولة بأثر رجعي.. ولا المواجهة بأثر رجعي.. فالذين يفعلون ذلك هم في الحقيقة كمن يستيقظ بعد فوات الأوان.. أو كمن يتناول الافطار في وقت العشاء.. أو كمن يفكر في أداء فريضة الحج بعد عودة الناس من الحجاز.. لذلك فهو لا يستحق الجزاء والثواب«. هو كبير السحرة وسارق النار ومايسترو الكلمة وصاحب الخبطات الاشهر وفارض الحقيقة علي الناس. لقد اعترف الرجل خلال الاسابيع الفائتة بالحقيقة في مذكرات نشرها عن علاقته بالفرعون المخلوع. كان من الحكايات التي ذكرها الصحفي الكبير ان الرئيس غضب بشدة من الراحل جمال بدوي عندما كتب مقالاً بعنوان »أصابت امرأة وأخطأ الرئيس« وكان مبارك وقتها قد قال في حديث لوفد كويتي ما معناه أن الصحفيين المصريين »مرتشون« وردت صحيفة كويتية علي الرئيس بأن ذلك ليس حكماً عاماً في ذلك الوقت، قال صفوت الشريف للصحفي الكبير »عاجبك ما كتبه جمال بدوي.. امسح به الارض« وامتنع الصحفي عن سب الاستاذ جمال بدوي معتبراً ذلك بطولة. وفي الحقيقة فان الرواية تدينه لا تعظمه إذ انها تكشف بوضوح ان العلاقة بينه وبين صفوت الشريف كانت تسمح له أن يطلب منه ذلك الطلب اللاأخلاقي!. ومما ذكره أيضاً انه استجاب لطلبات من الرئيس مبارك حملها له الدكتور مصطفي الفقي، سكرتير الرئيس للمعلومات في ذلك الوقت لالغاء فصل كامل في كتاب له عن سخرية المصريين من حكامهم. وكان الفصل يتعرض لنكات الناس علي عهد مبارك. كما ذكر الصحفي الكبير انه استجاب لضغوط مورست ضده من دولة عربية لمنع كتاب آخر تناول فضيحة رشوة

ونفهم من روايته انه وافق علي احراق نسخ الكتاب أو مصادرتها لحماية أسرته من البلطجة والاضطهاد. ان اعترافات الرجل تشطب بممحاة سيناريو البطولة الذي حاول علي مدي أربعة عقود تسويقه للناس، ففي ظل نظام مبارك قال الرجل نصف الحقيقة وتحدث بنصف لسان وكتب بنصف قلم، بينما كان هناك من يقولون الحقيقة كاملة لوجه الله ثم لوجه الوطن الذي أدمتنا محبته. عاش مجدي مهنا شامخاً حراً وغزا بقلمه أرض النفاق والفساد والاستبداد حتي لقي ربه راضياً مرضياً. واختلف الراحل جمال بدوي مع النظام السابق أكثر من مرة وتعرض للاعتداء في وضح النهار جزاء ذلك. وجهر محمد السيد سعيد بالحق في وجه الطاغية ودفع ضريبة ذلك تجاهلاً وانعزالاً حتي غادرنا الي دار الخلود. ودخل مجدي حسين السجن وطرد عبدالحليم قنديل من عدة صحف وأغلقت في وجه حمدي قنديل كافة الابواب واضطهد ابراهيم عيسي وحاصرته القضايا وبقي الصحفي الكبير يفخر بما لم يفعل ويتباهي بالوقوف في وجه الفساد والظلام. لم يكن جيفارا، وانما كان دون كيشوت.. والله أعلم.

[email protected]