عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

موتي أحياء.. وأحياء موتي!

 

مات عادل القاضي وعاش المتقوسون والمصفقون وصناع الطغاة..

رفرفت روح قمر الصحافة النقي أعلي من عُبّاد السلطة وتُجار المواقف وأدعياء البطولة ليعلّمنا الدرس الأهم، وهو أن حب الناس واحترامهم أعظم من أي منصب وأفضل من أية ثروة.

في الاسبوع الماضي رحل ضمير الصحافة الاعف، وبقي لنا الممثلون، وحملة المباخر، والطبالون والزمارون..

في الاسبوع الماضي قال عادل القاضي: وداعا للوطن والاحباب وفارقنا إلي دار الحق، وقال طلعت السادات: لا للمدنية والحرية وأطلق علي الثورة سهم نار، ودعا الرجل في حوار مع جريدة الأخبار إلي ضرورة أن يكون الرئيس القادم لمصر واحدا من المؤسسة العسكرية.

قدم لنا عادل القاضي مثلا عظيما في التواضع والعفة والدفاع عن الحريات فبكاه الناس كما لم يبكوا احدا.. وقدم جمال الغيطاني في عموده اليومي مقترحا باستمرار الحكم العسكري ثلاث سنوات اخري، فصدمنا بحروفه حتي ظننا أن الثورة لم تقم.

ترك لنا عادل القاضي بسمة ورقة وذوق المتدين الحق، بينما ترك لنا أدعياء السلفية مواقف مخزية من التخوين ونفي الآخر وبث الكراهية، كان »القاضي« ترجمانا محترفا لمقولة »الاسلام معاملة قبل أي شيء« بينما تختلف الترجمة لدي مدعي التدين والذين يحاولون إفهامنا أن الاسلام ضد الحرية والديمقراطية والتآخي والانفتاح..

مضي حبيبنا ببراءته وجرأته وصموده، ومازال لاعقو أحذية السلطة يقدمون فروض الولاء والطاعة كل يوم ويستبدلون الفرعون الراحل بفراعين جدد.

مات عادل القاضي لكنه مازال حيا بأخلاقه وسماحته ونقائه، أما المتقوسون فيموتون كل يوم، ففي كل انحناءة فراق، وفي كل كلمة تزلف غياب، وفي كل تصفيقة

نفاق موت.

إن الكثيرين جدا يطلوّن علينا ليل نهار يدعون المحبة للثوار والتقدير للمجلس العسكري ويرجون لبقائه إلي ما لا نهاية نفاقاً وتقرباً، رغم أن المجلس العسكري نفسه اعلنها مرارا وتكرارا أن العسكرية المصرية لا تسعي للبقاء في الحكم.

مات عادل القاضي واقفا، لم ينحن.. لم يجبن.. لم يجامل في الحق.. لم يصفق لصاحب سلطة.. لم يقبل بمنكر.. لم يعبّد طريقا لطاغية، ولم يعن علي ظلم، ولم يرض بفساد، وعندما حملنا نعشه إلي النهاية الحتمية كان يطير فوق رؤوسنا فلا نكاد نلحقه، وكأنه يسابقنا شوقا للقاء رب العباد.

قال الرجل كلمته ومضي.. وهناك غيره كثيرون.. كثيرون جداً، يكتبون ويقولون منذ زمن وياليتهم ما حملوا أقلاما ولا خطوا حروفا.

لقد كتب الشاعر العظيم المتنبي يرثي رجلا صاحب مواقف هو أبو شجاع فاتك فقال: أيموت مثل أبي شجاع فاتكا.. ويعيش حاسده الخصي الاوكع!.. ابقيت أكذب كاذب أبقيته.. وأخذت اصدق من يقول ويسمع.. ولا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.

[email protected]