رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا هو وطن ولا هي دولة

جزيرة من القبح، وحظيرة من الوجع، وجريمة ضد مجهول، سكب الشيطان دوارق الفوضي في أنحاء مصر فخسرنا الثورة وضيّعنا الأمل.

منذ أن اعتلي الرئيس مرسي مقعد الرئاسة والتدهور يتسع، من سيئ إلي أسوأ، ومن بركة دم إلي أخري، يطير الانتماء كالبنزين، وتبحث الوطنية عن إعادة تعريف.
كان بابلو نيرودا يقول: «أريد أن أستلم السلطة ولو ليوم واحد من أجل أن أقيم جمهورية الإحساس»، ويبدو أن تلك الجمهورية التي حلم بها الشاعر الشيلي قبل أربعة عقود وتمنيناها وثرنا من أجلها حلم بعيد المنال، لا العدل تحقق، ولا عصافير الحرية حطت علي شجيراتنا، ولا رحيق الاستقرار استنشقته أنوفنا.
ظلام في ظلام، وقمع علي قمع، واستبداد في الرأي والقرار كأي فرعون سقط سهواً علي كرسي حكم مصر، مرسي هو مبارك باستعلائه وقهره وديكتاتوريته وعناده، والإخوان يحكمون بنفس سياسات الحزب الوطني ويواجهون خصومهم بذات الخطاب التشويهي الذي يسمي كل مخالف عميلاً، ويعتبر كل متظاهر بلطجياً.
ظهرت «البلاك بلوك» كنتاج طبيعي لاستمرار وجود جماعة الإخوان المسلمين غير الشرعية، وأحرق المتظاهرون عربة شرطة في ميدان التحرير بعد أن أغمض نظام الحكم العين عن إهدار عصابات «حازمون» وميليشيات التأسلم للقانون والقضاء، وأصبحت مصر مثالاً واضحاً علي الدولة الرخوة، تلك الدولة التي تحدث عنها

المفكر النمساوي جينار ميردال عام 1970 ولم يكن أمامه مثال واضح لها وهي دولة لا سيادة فيها للقانون ولا احترام للمؤسسات ولا شرعية للحكم ولا احترام للسلطات المتنوعة.
حرب في الشوارع، ودماء علي الأسفلت، وفزع في المنازل، وغلاء في الأسواق، وسحل للمحتجين، واعتداء علي منشآت الدولة، وكثير من الصامتين يقولونها يأساً: «ولا يوم من أيام مبارك».
لقد كفر الناس بالثورة بعد أن اختطف المتأسلمون مصر ولوثوا وجه الثوار وشطبوا أسماء الشهداء وأعادوا الطوارئ وأرجعوا قنابل الغاز وقنص المحتجين وتلطيخهم وردوا الناس إلي زمن الكرباج والعصا والتعذيب الممنهج.
لكن كما يقول الروائي البرتغالي جوزيه ساراماجو «فإن للهزيمة وجهاً حسناً أنها غير نهائية، وللانتصار وجه قبيح أنه دائماً نهائي».. لذا فلا تحزنوا علي ما فاتكم، فالثورة مستمرة رغم أنف الرئيس، ورغم أنف قوي التأسلم الظالمة.. والله أعلم.
[email protected]