عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا خائف!!

سامحهم الله..

أفزعونا باسم الدين وأرهبونا بآيات العذاب وسامونا خوفا وقهرا وطردا من رحمة الله.

لا عقولهم تعي ولا قلوبهم ترق ولا ألسنتهم تسكت ولا أياديهم تكف ليل نهار عن ارهابنا وايلامنا وبناء جدار سميك بين الناس وبين رب الناس.

كيف تحول الدين بإيمانهم إلي سكين؟ وكيف تغير القرآن بأفواههم إلي فرمان؟ وكيف انقلبت السماحة إلي استباحة والبر إلي شر، والصحوة إلي سطوة، واليد التي تزرع وتعطي إلي يد تبطش وتؤذي؟؟

اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فقالوا إن رأيهم هو رأي الدين، وإن كلامهم هو كلام الله وان من يرفض أو يختلف مع توجهاتهم: مرتد، وعلماني، وضال.

اصابتني رعدة شديدة عندما قرأت تفاصيل جريمة السلفيين في قنا، وأخذتني صدمة ذهول عندما سمعت حديث الشيخ محمد حسين يعقوب عن الاستفتاء باعتباره »غزوة الصناديق«، وشعرت بإحباط كبير عندما عرفت أن البعض يكفر الدكتور يحيي الجمل لأنه قال إن الاستفتاء لا يمكن أن يكون فيه اجماع لانه لا يوجد بين الناس اجماع علي الله نفسه!

وتذكرت كيف ذبح الاحرار والمفكرون في تاريخنا الممتد من القهر إلي القهر بعد أن ألبسوهم أردية الكفر والزندقة لانهم اختلفوا مع السلطان، لقد قتل ابن المقفع لانه دعا الخليفة المنصور إلي الاحسان إلي الرعية في رسالة ارسلها اليه وقال الخليفة وقتها »والله لأقتلنك قتلة يسير بذكرها الركبان« فقطعه قطعة قطعة ورمي كل قطعة إمامه في النار حتي مات، ومن يومها وهو

موصوم بالزندقة، وينقل لنا الدكتور أمام عبد الفتاح في كتابه الرائع »الطاغية« مشهد اغتيال الجعد بن درهم لخلاف سياسي مع الخليفة هشام بن عبد الملك عندما دعا إلي الكوفة الناس أن يضحوا بضحاياهم في عيد الاضحي وقال: أما أنا فسأتقرب لله بذبح الجعد بن درهم لأنه زنديق!

إن اخطر ما اخاف علي بلادي في الفترة القادمة ذلك الحديث المتصل في السياسة بأسم الدين، وأكثر ما يحبطني ذلك الخلط المتكرر بين النضال السياسي والجهاد، وأجد من اللازم في ظل هذه الردة الرجوع إلي حضن الوطن، والاستئناس برموزه الانقياء من سعد زغلول ومحمد عبده إلي مصطفي النحاس ورشيد رضا ومحمود فهمي النقراشي.

إنني مازلت أقول انه لا يمكن تحويل المعركة من اجل الوطن إلي معركة دينية، لأننا نعرف ديننا جيدا ونعلم أن الاسلام أطلق حرية الفرد السياسية وفتح له نوافذ العدل والشوري وحق الاختيار وأقر المواطنة ودعا إلي التسامح والمحبة والسلام، والله اعلم.

[email protected]