عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

»الأسواني« علي سلم الثورة

لم أنتخبه ولم أختره..

لا أنا ولا أصحابي ولا زملائي ولا جيراني ولا اقاربي ولا من أعرفهم ومن لا أعرفهم. لم يختره الناس ولكنه اختار نفسه وقدمها باعتباره متحدثا باسم الناس ومعبرا عن الشعب وعقلا مدبرا للثورة.

كان علاء الاسواني كاتبا مغمورا منذ سنوات ليست بعيدة، يكتب مقالا بالوراثة في جريدة العربي الناصري يتبني فيه المعارضة السلبية التي تهدم وتردم ولا تقدم مقترحا أو فكرة جديدة. سنوات وراء أخري ولا يعرفه سوي أصدقائه ومعارف والده المرحوم عباس الاسواني صاحب الكتابات الساخرة حتي عندما كتب مجموعته القصصية الاولي »جمعية منتظري الزعيم« فإن أحدا لم يشعر بها.

وعندما كتب روايته »عمارة يعقوبيان« واعتمد فيها الخلطة الثلاثية للاثارة »السياسة والجنس والدين« كان رأي كثير من مستشاري الادب بدار »ميريت« للنشر وهي واحدة من دور النشر الوطنية التي أخرجت أدباء ومبدعين مبهرين  أن هذه الرواية متدنية أدبيا، وقال لي أديب كبير انه أوصي بعدم نشر الرواية لأسباب فنية، الا ان شخصيات عامة ارتبطت بالاسواني ألحت علي الصديق محمد هاشم  مدير الدار سرعة النشر فاضطر لذلك ليتخلص من »وجع الدماغ«. ونجح صاحب الرواية في تسويقها اعتمادا علي شبكة العلاقات الخاصة ووصلت بها عمليات الدعاية الي تحويلها الي فيلم سينمائي. وحققت الرواية بما احتوته من تشويه لحياة المصريين عدة طبعات في وقت محدود، وصدم الأدباء وذهل النقاد مما حدث. وبين ليلة وضحاها أصبح علاء الاسواني كاتبا مرموقا ونجما لامعا في سماء الادب.

ومنذ قيام الثورة والرجل يحاول البقاء في الصورة ... يلبس رداء ويليام والس

ويحمل ميكرفون عبد الله النديم ويطرح آراءه وأفكاره باعتباره مفكر الثورة وقائدها الخفي. وفي لقائه احمد شفيق رئيس الوزراء السابق ببرنامج »بلدنا« تحدث بديكتاتورية وتحاور بسخافة ونجح في دفع الناس للتعاطف مع "شفيق«.

ولا أدري كيف تتغيّر الأفكار وتتحول الأدمغة؟! فمن يراجع كتابات الرجل يفاجأ بكم الاحباط الذي يبثه في كل حرف.  ففي »عمارة يعقوبيان«  لا توجد شخصية سوية ووطنية، وفي »شيكاجو« تنتصر الدولة الامنية ويغرق المعارضون في فضائح الجنس وتسول المناصب.

وفي مجموعته »نيران صديقة« يفاجئنا علي لسان احد ابطاله هازئا من عبارة مصطفي كامل »لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا« بقوله: أسخف ما سمعت في حياتي وهي تمثل نوعا من التعصب القبلي الغبي الذي ما ان افكر فيه حتي يتملكني الغيظ!

إن عظمة الثورة المصرية أنها بلا قائد ولا ينبغي أن نسمح لأحد بسرقتها طمعا في مزيد من الشهرة. ولنا ان نتذكر ما كتبه الاديب العظيم نجيب محفوظ يوما: » الثورات.. يخطط لها الاذكياء ويصنعها الشجعان ويفوز بها الجبناء«.

[email protected]