عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سكاكين وطنية!

ما أقسى سكاكينكم، وما أحد نصال خناجركم!
أيها القتلة باسم الوطن، تدعوّن حباً وعشقاً، وتتفوهون كذباً وزوراً، وتتقاتلون على بقايا حضارة، وكرامة وسلام.

لا وطن لكم، مادام بأس التنافس على السلطة وصل بكم حد الجنون، ومادامت الحرية أطلقت الجهل والظلم والفساد ليعربد دون حدود.
لا حضن لنا ولا لكم مادمتم ودمنا أسرى الاحادية وسجناء التخلف وعبيد المال والنفوذ ومدعى التدين.
بين استبداد الإخوان وقهر العسكر تخلع مصر عروبتها وتحضرها وكرامتها وعظمتها ووسطيتها وعدالتها وتهرول عارية فى طريق اللاوطن.
كنت أخشى على وطنى من الجزئرة، وكنت أستحضر بعينى مشهد الدماء التى غطت شوارع وطرقات الجزائر قبل عقدين من الزمن بعد أن تحولت انتفاضة الكرامة هناك الى هبة حرية ثم سكب العسكر دوارق الموت والجنون، فغرق بلد المليون شهيد فى طلاسم الحروب والانفجارات والمذابح.
كنت أستبعد ذاك الشبح الذى عاشته زوجتى وهى طفلة صغيرة عندما جرت مذعورة تحت وابل رصاص لا تعلم مصدره وشاهدت كمائن فى مختلف الانحاء تفتش فى عقائد المواطنين السياسية وتحكم بالإعدام على كل من يخالفها . وربما كانت أكبر قليلاً عندما أخبروها ان خالها القيادى بجبهة الانقاذ الإسلامية قتل بعد حفلة تعذيب فى قسم الشرطة. وحتما كان عليها ان تغادر مع أسرتها الى القاهرة بعد حملة اعتقالات مخيفة طالت جميع أفراد عائلتها.
كنت أتذكر وأحلم ألا يكرر الاسلاميون فى مصر خطيئة احتلال المقاعد، وركل كل القوى السياسية الاخرى خارج كابينة القيادة والانفراد بالعربة حتى لو كانت دون فرامل. وكنت أحلم ألا ينفذ العسكر ألاعيب التفرقة بين القوى السياسية، ومؤامرات تبريد الثورة وتجميد الثوار.لكن يبدو

اننى كنت ساذجا.
ظن الاخوان انهم خدعوا العسكر، وحسب العسكر أنهم احتووا الاخوان، وفى واقع الامر فإن كلاهما ظلم مصر والمصريين والثورة وداس على قيم الحرية والعدالة والتحضر.
كعادتهم خُيِّر الاخوان بين السلطة والحرية، فاختاروا السلطة لذا فقد تجاهلوا منذ البداية نجدة أو مساندة المظاليم والضحايا فى ماسبيرو ومحمد محمود. قتيد النشطاء الى المحاكم العسكرية فأداروا وجوههم، وعريّت الفتيات وسحلّن فى التحرير فغضوا أبصارهم. وضرب مصابو الثورة أمام الجميع فالتزموا الصمت.
والآن بدأت المساجلة، لكن بعد أن سقطت مصر. لا اقتصاد وافياً بمتطلبات البناء، ولا طريق يسمح بسير آمن، ولا وعى لدى النخبة بحلول حقيقية لمشكلاتنا.
سحبت السكاكين، ووضعت الخطط وجهزت السيناريوهات، ولا مجال للتراجع، وقد يربح الإخوان وقد يسيطر العسكر، لكن الخاسر لن يكون سوى مصر.
يقول الشاعر محمد الماغوط : « ماذا نفعل عند هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج؟ /أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية /أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب/ أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد/أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان /أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان/ أعطونا الثوار وأخذوا الثورة.»
والله أعلم.
[email protected]