رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تلوموا الإخوان المسلمين

يستغرب الناس ركونهم إلى الباطل، وغربتهم عن الحق، واختيالهم فى مقاعد السلطة والنفوذ! يندهش العامة من تغليبهم لما يرون، وتنحيتهم ما لا يرون، واستعلائهم على من يخالفونهم فى الرأي!

يتعجب أهل مصر كيف يواصل قطار الإخوان المسلمين انطلاقه داهسًا فى طريقه الحرية والعدل والتوافق الوطني! كيف يرتضون تكرار تجربة الحزب الوطنى الحاكم فى التعالى على الآخر، واستبعاده، وتجاهله، وإقصائه؟
يقول الله تعالي: «واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون»، سورة الأنفال آية 26.
عندما كان إخواننا فى جماعة الإخوان المسلمين يسحبون إلى المحاكم الاستثنائية لتسلبهم فرص العدل، كنا نرفض ونحتج ونعترض، ولما كان رصاص التخوين ينهمر عليهم كسيول قاتلة فى الإعلام الحكومى والموجه كنا نقف إلى جوارهم مساندين معضدين وناصرين.
كيف استحال الحمل إلى ذئب، وكيف انقلب عصفور الحدائق إلى طاووس؟
كيف تناسوا سنوات الاضطهاد كأنها لم تكن فمارسوها ضد؟؟ وكيف شطبوا عصور الصلب والضرب والسجن من تاريخهم ليتحولوا إلى أباطرة لعنوا الاستبداد والاقصاء والظلم وهم خارج قصر الحكم فلما دخلوه كانوا الأكثر استبدادًا وأشد اقصاء وأكبر ظلما.
صنعت الكعكة بدماء شباب أنقياء كتبوا حلما وسعوا إلى تحقيقه بإخلاص دون انتظار لشكر أو مغنم، وكما هى عادة الشعوب الناعسة فقد اختطفت الكعكة وقسمت قسمين ذهب أحدهما

إلى الجماعة فمضغته وطمعت فى باقى الكعكة فتجبرت وطغت وهددت وتوعدت وأغفلت مصلحة الوطن.
فى معركة الدستور نحى أهل الاختصاص، وارتضت الجماعة التى لا تتعلم من التاريخ أن تكون كلمتها العليا وكلمة الآخرين هى السفلى وشكلت لجنة مضحكة ليس فيها أى من قمم الفقه الدستورى المصرى من إبراهيم دوريش حتى يحيى الجمل.
لا عجب ولا مفاجأة.. من يعِ رحلة الجماعة المتخبطة يعرف أنهم اعتادوا الانفراد بالرأى والغدر بالمخالفين والتحالف مع الأقوى ثم الانتحار السياسى. فى 1954 حفروا القبور مع اليوليويين للوفد وقوى اليسار ثم قذفتهم السلطة فيها. وفى عهد السادات قبلوا أن يكونوا عصاه فى إرهاب معارضيه ثم حطمهم نظامه بعد أن أدوا مهمتهم.
لا استغرب ما يفعلون، فتكوين الجماعة وقيمها وتاريخها وممارساتها وأدبياتها ورسائلها وأفكارها وقواعدها لم تقدم للسياسة المصرية سوى لعبة الانتحار البطىء.. لذا لا تلوموهم، فقط أفهموهم. والله أعلم.
[email protected]