رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المتحولون

أصعب من الظلم أعوان الظالم..

وأسوأ من الطغاة ذيولهم...

وأفسد من المستبدين أبواقهم...

سنوات وراء سنوات وهم يصفقون للديكتاتور... يهللون لانجازاته التي لا تنقطع، ويمتدحون حكمته الثاقبة، ويرتلون خطاباته ويرددونها ليلا ونهاراً، ويزينون له التسلط والتجبر، ويزيفون له ارادة الشعب، ويشوهون مخالفيه، ويطلقون عليهم رصاص الاتهامات وشائعات التخوين والتهوين.

أسماء لها ثقلها اعتلت المنابر، وتسيدت وسائل الاعلام، وأطلت علينا بكذبها ونفاقها وخستها، رؤساء تحرير ضد الحرية، وأقلام داعية لقصف الأقلام، وأصحاب رأي محرضون علي وأد الرأي.

عندما كان مبارك حاكما كانوا هم في مقدمة الصفوف، والآن يتواري بعضهم خوفا وطمعا بينما يحاول البعض الآخر التلون وركوب الموجة والقفز فوق مقاعد الثوار.

أخجل انهم مصريون وأخجل أكثر انهم زملاء.. يكتبون الآن فتندهش الأوراق وتتعجب دواة الحبر وتتساءل الحروف كيف تحولت اللغة تحت أيديهم من لغة العبودية والتزلف إلي لغة الثورة! كيف تحولت أدمغتهم من أفكار نيكولا ميكافيللي إلي مبادئ تشي جيفارا!

أعرفهم بالاسم وأعلم كيف يفكرون ويخططون ويغيرون أقنعتهم كما يغيرون أحذيتهم، لقد ألَّهوا حسني مبارك وهم الآن يشاركون في تحطيم أصنامه.

أحدهم كتب قبل شهور في صحيفته "الملاكي" أن الرئيس مبارك هو ضمانة الشعب للحرية، وهو الآن يسب ويلعن كل ما هو مباركي، وآخر حمل ميكرفونه لينشر الأكاذيب واتهامات العمالة والخيانة عن شباب الثورة وعندما سقط مبارك هلل لها ودعا الي محاكمة الفاسدين.

لا أطالب حسابهم، فحسابهم موكل إلي رب العباد، والتاريخ لا يمكن خداعه فالكلمة ما قيلت خالدة لا يمكن شطبها ولا يوجز الاعتذار عنها.

علي أي حال أقول للثوار الحقيقيين: احذروا المتلونين والمتحولين وخاطفي الثورات والانتصارات.

 

[email protected]