رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعيدوا «حبيبا» ليرضى الأنيق..

هو الساكت عن الحق، الراضى بالفساد، المحرض على الظلم. لم نره يوما معارضا، أو متمردا ضد القهر، ولم يقف أبدا بعيدا عن السلطة. سكب المدائح للسلاطين فاسدا خلف فاسد، واستخدم ميكرفونه فى التزلف للحكام دون حياء.

تغلبه العزة بالإثم وتأبى كبرياؤه ويحجزه كبره عن الاعتراف بالثورة. فى ظنه هى اجتراء على الكبير، وفوضى هدامة، و«قلة أدب» من جيل خارج الاصول والقيم.
منذ خلع الفرعون وهو متجهم، بائس، يلتقط الاشواك من بساتين الكرامة ليبرهن أن الماضى أعظم وأن النظام المباركى مجني عليه لا جانيا. كلماته المتأنقة تنطلق كسهام طائشة ضد جيل صنع التاريخ بينما كان هو جالسا فى بيته يدعو لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى بالصحة وطول العمر.
منذ أيام أطل علينا فى احد البرامج الحوارية بالقناة الاولى كخبير ثورات ليحذرنا من الانفلات الأمني والفوضى والبلطجة، ويقدم لنا حلا عبقريا لاعادة الأمن الى مصر هو أن نعيد حبيب العادلى وزيرا للداخلية ونتخلى عن الاصرار على احترام الشرطة لحقوق الانسان!
يبذر الرجل هلاوسه فيدعى أن مصر فى حاجة لحبيب العادلى لأنه كان قويا وقادرا على ضبط مصر والقضاء على المجرمين والبلطجية.
فض فوه... هل تصور الاعلامى اللبق أننا بلا ذاكرة؟ وهل نسى أو تناسى أن دولة البلطجة لم تنم سوى فى عهد الحبيب الأسير؟ ألم يأتكم نبأ مذبحة القديسين حيث كان الدم بلا حدود

والموت بلا حساب؟؟ ألم يكن وزير الداخلية الأسبق وزيرا عندما جرت تفجيرات طابا ودهب وشرم الشيخ؟ ألم تقتل الشرطة عشرات المصريين تعذيبا للحصول على اعترافات اجبارية من مشتبه بهم؟؟ ألم تتجسس أجهزة الأمن على المواطنين ليل نهار بالصوت والصورة؟
إن كان الاعلامى المتلّون كملابسه يخيرنا بين الأمن وكرامة الانسان فإننا لا شك نختار كرامة الانسان. إن من يتخلى عن الحرية مقابل الأمن لا يستحق أيا منهما كما يقول بنجامين فرانكلين.
أيها الشامت الكبير: إننا نراهن على مصر الجديدة.. الحرة النابهة الناهضة التى تحترم مواطنيها وتقدرهم وترفض أى اهانة لهم مهما كان الثمن.. مازلنا نراهن على الثورة، ومازلنا رغم الضباب والمطبات والعواصف الترابية نعتقد أن الحاضر أكرم وأعظم من الماضى، وأن القادم مهما يكن أعدل وأفضل من الفائت.
أيها الشامت الكبير : انتهت صلاحية ميكرفونك، وسقطت عنك عباءة المصداقية، وغادرك جمهورك المخدوع، فلذ بالصمت الرهيب.
[email protected]